[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

متى يستفيق المارد الشمالي؟

أتمنى أن أكون أكثر بلاغه وأن أجد الكلمات التي تساعدني في ايصال في الموضوع الذي أريد قوله.. وقد كتبته عندما طلب أحد الإخوة تقرير مصير الجنوب وسرحت بفكري وتخيلت أن الموعد قد حان وقد حانت الساعة الحقيقية بتدخل المجتمع الدولي لكي يقرر كل جنوبي مصير جنوب اليمن ..

حينها تخيلت نفسي وأنا أمام الصندوق شارد الذهن متردداً في وضع صوتي الذي قد يقرر مصير وطن، وهو شعور مخيف جداً لمجرد التخيل والاحساس به!

كنت ومازلت أشاهد الحراك الجنوبي بإعجاب وبفخر متزايد وتغزلت فيه بالماضي بعدة مقالات وانتقدت الإخوة في الشمال أكثر من مرة ... وهناك اليوم كلمة حق لابد أن تقال، وهي أن الوحدة كانت حلمي وانتهى تماماً من كل قلبي فلم يبقى من حلاوة الوحدة إلا ذلك الارتباط بالرجل الشمالي الذي تكرهه وتمقته لجهله وتعصبه القبلي قبل أن تعرفه وعندما تقترب منه وتتعرف عليه تجده على أبسط ما يكون ومن أكرم الكرماء وعلى سجيته وطيبته...

ذات يوم كنت أقول جهلاً، إن الله ابتلى صنعاء بشعب لا يستحقها.. وكنت معجباً بصنعاء بكل ما فيها إلا أهلها... فكنت الزائر العجيب الذي يقوم بالتجول في صنعاء من أجل أرضها وتراثها وجوها صانعاً ألاف الحواجز بيني وبين سكانها لأن النفس طابت من الوحدة ومن عقلياتهم ... لم أكن أتقبلهم من غير أن أعايشهم ...

وبين سفر وآخر جمعتني ظروف مع الإنسان والمواطن الشمالي إجبارياً وارى فيها من ردود الأفعال الإنسانية الرائعة الكثير والكثير ...تعجبت ولم اربط هذه بتلك... وزادت علاقتي مع ذلك كلما تعمقت وتقربت أكثر فأكثر، وعرفت حينها أن صنعاء لم تأخذ جمالها إلا من روح شعبها... وازداد حبي لصنعاء أكثر فأكثر وتركت الخلاف والسياسة من عقلي وقلبي فوجدتني أحب الوحدة وما فيها لهم فقط...

وعندما أعود للجنوب وأرى الأمور أقول في قلبي متى يستفيق المارد الشمالي وينهي كل هذا ويشعر الجميع بوحدة الوطن الحقيقية ...

متى يستفيق المواطن الشمالي ضد كل ما يحدث في اليمن؟! بعض الإخوة في الشمال يسيء في كثير من الأحيان إلى أهلنا في الشمال، الذين أعتبر أنهم أطيب من عرفتهم..

لنترك الماضي والتاريخ والأيدلوجيا ولنجب على هذا السؤال: متى يستفيق المواطن الشمالي ضد كل ما يحدث في اليمن؟! متى نرى نوراً يخرج من الشمال ونرى حراكاً شمالياً يهز جنوب الوطن قبل شماله ضد النظام !؟ متى يستفيق المارد الشمالي؟!!..

زر الذهاب إلى الأعلى