[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

حرب الزلازل هل بدأت

كعادته، في كل حديث له، يقدم لنا الدكتور والمفكر اللبناني الحرّ حسن حمادة، رؤية أوسع لمشهد غامض يحمل الكثير من الدلالات، ويخفي الكثير من الإشارات، ويبقي الكثير من العناوين حيّة وملحّة.

في صبيحة هذا اليوم، من أيام حزينة بل ومأساوية على شعب لبنان العنيد والجبار.
وعلى الرغم من فداحة الكارثة الجوية التي عصفت بهم.
استطاع السيد حسن حمادة أن يعبر عن أزمة شعب لبنان وبقية الشعوب العربية كلها، عندما قال : نحن جميعا مهاجرون في أوطاننا التي تشبه طائرة يمكن لأي عاصفة أن ترميها في البحر وتغرقنا جميعا.

ثم تحدث بسعة اطلاعه ومتابعته عن زلزال هايتي، لم يثبت ولم ينفي نظرية العمل العدائي الأمريكي.
ولكنه قدم معطيات منشورة في الغرب وأمريكا، بالإضافة إلى التسريبات الروسية عن تجربة أمريكية.

ذكرنا السيد حسن حمادة بما يلي :
_ كان هناك عدة زلازل تصادف أنها كلها حدثت على "عمق واحد" في تلك المنطقة، وبشكل متتالي، منها في فنزويلا.
_ هناك احتياطي نفطي هائل في هايتي، ربما أكبر من ذلك المقدر وجوده في فنزويلا.
_ كان هناك مناورات عسكرية أمريكية مُعلنة، تستند على فرضية حدوث زلزال كبير في هايتي.
تماما كما كان هناك مناورات أمنية أمريكية أوروبية تفترض حدوث أعمال إرهابية في لندن، ثم وقعت بعدها مباشرة تفجيرات مترو لندن.
_ تصادف وجود قائد عسكري أمريكي كبير في هايتي قبل الزلزال، سرعان ما أصبح هو القائد الفعلي لعمليات الإغاثة، كما تسمى.

قال السيد حسن حمادة :
قد تكون حرب الزلازل قد بدأت، من يدري..!!
ربما تكون إيران الآن في خطر، أو دمشق، أو كوبا، أو جنوب لبنان، أو غزة، وتصادف أنه قبل وقت ليس ببعيد حدثت عدة زلازل صغيرة ومحدودة ومتتالية في الجنوب اللبناني.

في كل مرة نتابع فيها حديث وتحليلات هذا المفكر اللبناني العربي الحرّ والشجاع، نتلمس أكثر، ليس بالطبع ما يسمونه بسذاجة أو بتبريرية خبيثة، العقلاء العرب، نظرية المؤامرة.
بل نتلمس آليات عمل لانغلي والبنتاغون والبيت الأبيض، وكيفية تنفيذ المخطط الاستعماري الأمريكي النفطي المستمر.

لقد قرر الأمريكان في اليوم الذي وقع فيه عرش الشاه في إيران، أنهم بعد ذلك اليوم لن يسمحوا لجغرافية نفطية بأن تخرج من سيطرتهم، ولو كلفهم ذلك حربا كونية.

ولذلك كل ما يجري في أفغانستان، هو حرب على نفط بحر قزوين، يخوضها الأمريكان في مواجهات مباشرة مع الروس عبر آسيا الوسطى كلها، تشكل فيها أفغانستان قاعدة القتال الأمريكية الوحيدة.

ولذلك كل ما يجري في إيران أو حولها، يهدف إلى العودة الأمريكية إلى النفط الإيراني، وعبر كل وسيلة ممكنة.

وما يجري في العراق، يشرح كل ذلك بوقاحة ووحشية فاقعة.

وما سوف يجري في اليمن وحوض بحر العرب، سيكون النار التي قرر الأمريكان أن يحرقوا بها المنطقة، والعالم القديم كله، إذا لم يرضخ نفطه كله، لهم ولهيمنتهم.

لقد كانت هيروشيما عنوانا همجيا، وحرب الفيتنام مشهدا وحشيا، وغزو أفغانستان مؤشرا خطيرا، وتدمير العراق نموذجا ضاغطا.
واليوم يتحول حصار غزة، أو حرب اليمن، أو حرب الصومال، أو زلزال هايتي، إلى ما يشبه الإنذار الأمريكي النهائي للعالم كله، لآسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، بان تستسلم، أو تحترق وتدمر.

يبقى السؤال الطبيعي : هل هناك جهاز، وطاقة كافية لإحداث زلزال، والسيطرة عليه، والتحكم به..؟؟

لنفكر قليلا في القنبلة النووية، ثم الهيدروجينية، ثم الليزر. من كان ليتخيل أن الإنسان سوف يخترع هكذا أسلحة فتاكة، وإلى هذه الدرجة.

الجواب القابل للحياة : هو أن الإمكانية موجودة، بوصول العلماء السوفييت وعلماء الكتلة الشيوعية إلى أمريكا بعد تفكك الاتحاد السوفييتي والكتلة الشرقية، والطاقة اللازمة لإحداث اضطرابات جيولوجية يمكن الوصول إليها عبر سلسلة تفجيرات، وليس عبر جهاز يحتاج لطاقة هائلة.

مع تعطل عمل الجيوش التقليدية على الأرض، واستحالة انتصارها على أصغر مقاومة في أفقر بقعة في العالم.

هناك حاجة إلى سلاح يقضي على الإنسان، وفقط الإنسان، ويحافظ على الثروات الطبيعية، وربما الممتلكات.

الأكيد، والذي لم يتورع الأمريكان يوما عن إعلانه بوقاحتهم وصفاقتهم المعهودة، هو أنهم لن يتراجعوا إراديا إلى الوراء، بالرغم من موتهم الاقتصادي المُعلن، ولن يقبلوا بإعادة اقتسام نفوذهم مع العالم، ولن يسمحوا للنفط أن يُستخرج من أي مكان، أو أن يعبر البحار إلى أي مكان، إلا إذا كانت لهم الحصة الأكبر فيه.

زر الذهاب إلى الأعلى