[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

حتى لا ينهار اتفاق وقف الحرب مع الحوثيين

حسنا فعل الحزب الحاكم في اليمن بدعوته كافة القوى السياسية وعلى رأسها المعارضة لاستثمار قرار الحكومة طي صفحة الحرب في شمال غرب البلاد، ودعوة القيادة اليمنية للجميع للتحلي بروح الإخاء والسلام ونبذ العنف وتوثيق عرى الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي.

وتبدو الفرصة مواتية لإحداث اختراق حقيقي يدفع بوقف الحرب نهائيا ومعالجة آثارها مع بدء المتمردين في تنفيذ شروط الحكومة وأجواء التهدئة النسبية على جبهات القتال التي شهدت هدوءا حذرا خاصة في مناطق صعدة والملاحيظ وحرف سفيان والتي كانت مسرحا لمواجهات شرسة منذ أغسطس من العام 2009.

الشاهد أن الدولة اليمنية مرت بأحداث جسام خلال السنوات الماضية استهدفت زعزعة أركان الوحدة، وبلغت التحديات ذروتها خلال الأسابيع الماضية مع المعركة التي تخوضها السلطات اليمنية ضد عناصر تنظيم القاعدة، بجانب تجدد المواجهات في جنوب البلاد. وعليه فإن من المؤمل أن يلتزم الحوثيون بشروط وقف إطلاق النار وتنفيذ الاتفاق بكل شفافية، إذ إن بعض الخروقات ظهرت أمس ما يشير إلى عدم سيطرة القيادة الحوثية على مقاتليها بشكل كامل. كما أن تجارب التفاوض السابقة مع المتمردين لم تكلل بالنجاح بسبب نقضهم المستمر للمواثيق.

وفي الطرف الآخر من معادلة الصراع في اليمن فإن الوقت قد حان لأن تستجيب قيادات المعارضة المنضوية تحت اسم قوى الحراك الجنوبي لليد الممدودة بالسلام من أجل بناء الوطن الموحد، وذلك بوقف الاحتجاجات العنيفة التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء. وفي المقابل فإن على السلطة الحاكمة أن تستمع للطرف الآخر في المعارضة وأن تضمن له حقوقه التي كفلها الدستور، وأن تحقق التوازن المطلوب في العلاقة بين الطرفين.

وجدير بالذكر أن تنامي حالة الاحتقان في محافظات الجنوب، يتطلب في الأساس إرادة سياسية ووطنية حقيقية تجسد الوعي وتتبنى الحوار مسلكا للتفاهم حتى يمكن عزل الدعوات التي تنادي بالانفصال وتريد العودة بعقارب الساعة للوراء.

بقي القول إن المرحلة الحالية التي يعيشها اليمن تتطلب عملا جادا ومخلصا لتعزيز روابط الوحدة وحشد الطاقات لصالح البناء والتنمية، ومعالجة مشاكل الفقر والبطالة، وتحقيق التنمية المتوازنة خاصة في المحافظات الفقيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى