[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

على الرئيس أن يخسر في هذه اللعبة لنفوز

يتفنن نظام الرئيس صالح من وقت لآخر في إهدار الفرص التي سيندم على تضييعها قطعا، فلم تتهيأ فرص لصاحب أزمة كما تهيأت لهذا النظام، لكنه أهدرها كما لم يفعل أحد.. سيأتي الوقت الذي لا فرص فيه، وعندها "أين سيضع المخنوق يده" ..؟.. أكيد على الزناد و "من طاقة إلى طاقة ومن باب إلى باب"..

لماذا يحدث ذلك ..؟..

المسألة نفسية يا جماعة، ولكم أن تتمعنوا في تاريخ النظام، أو في تاريخ الرئيس على وجه التحديد، لتتأكدوا من ذلك، فالرجل الذي واجه العديد من المصاعب والتحديات طوال فترة حكمه، وتخلص منها إما بمحض الصدفة والحظ، أو بعبقريته السياسية، لا يمكن أن يعيش بدون أزمات وبدون تحديات..

كالألعاب تماما، فعند أن تنتهي من مستوى صعب، تنتقل إلى المستوى الأصعب، ولذا أعتقد أن علينا أن نتحلى بالصبر في قادم الأيام، لأن الرئيس سينتقل إلى المستوى الأصعب من التحدي، والمخيف أنه لا يعرف شيئا عن المستويات التي سيقدم عليها، أعني عن مدى صعوبتها ونسبة النجاح فيها، لكنه سيقدم، فالغرور بما تقدم من الوقائع أو المراهنة عليه، هي الأمور التي يستند عليها في إقدامه..

إن إصلاح الوضع سينهي اللعبة تماما، وسيفسد عليه متعة الممارسة، والتنقل بين المستويات، وتحقيق الانتصارات .. وصعب على من عاش حياة عامرة بالتحديات والانتصارات أن يغيرها في المرحلة المليئة بالتحديات.. كلما كان الوضع أصعب كلما كان المناخ أنسب للعب والمنافسة لا للبحث عن الحلول..

ألا تلاحظون أن أكثر ما يركز عليه الرئيس في خطاباته هو تذكير خصومه بمراهنتهم على حدوث أشياء لم تحدث، ويريد أن يثبت لهم أيضا أن مراهنتهم الجديدة ستفشل دون أن يلجأ إلى خياراتهم أو حلولهم المطروحة ..؟!!

أجزم بأن مشكلتنا عبارة عن حالة نفسية، وبأننا نخسر كل شيء ثمين مقابل أن يمارس شخص واحد هواية التحدي والبحث عن انتصارات..

زر الذهاب إلى الأعلى