[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

أشواق يماني مهاجر (4)

الجمهورية اليمنية تقع في جنوب شبه الجزيرة العربية وتمتد على مساحة مايزيد عن نصف مليون كيلو متر مربع من صعده شمالا حتى المهرة جنوبا..

ومع مجيى يوم أل (22)من مايو1990 م المجيد عادت اللحمة لأبناء الوطن الواحد الذي ظل موحدا حتى في اقسى مراحل التشطير ولم تكن البراميل سوى أصنام تساقطت حين ظهر الوضع الأصلي والطبيعي لليمن المتمثل بالوحدة وصار اليمن قويا لمساحته وعدد سكانه الذي أصبح يزيد عن (23) مليون نسمة.

وهذا هو الوضع الطبيعي الذي يجب أن يكون عليه اليمن في انتظار قادم الأيام يوم أن يتوحد الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج ..

إلا انه مع مرور سنوات الوحدة المباركة الأولى والجسد اليمني صحيحا معافى بدأت بعض الالام والإمراض تحاول التسلل إلى هذا الجسد لمهاجمته والانقضاض عليه فتعرض الوطن للمحاولة البائسة والمشئومة ألا وهي محاولة الانفصال في صيف عام 94م..

ولكن إرادة الله كانت لهذاالمرض ومن خلفها التفاف شعبي منقطع النظير؛ كانت لهذه المحاولة بالمرصاد ثم مرت تلكم السنين تباعا وكانت بعض الفيروسات والامراض تحاول مهاجمة الجسد اليمني من حين لآخر حتى أتى العام 2004 حينما ظهرت أزمة صعدة وما رافقها من حرب ومشاكل انتهت نسختها السادسة قبل أيام قلائل..

هذه الحرب والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد سالت الدماء على أثرها انهارا وار ملت النساء ويتم الأطفال وتشرد السكان ونزحوا خوفا وفرارا من الموت والتصفيات الجسدية وجرح المئات من أبناء هذا الوطن وتعطلت الحياة إن لم تكن توقفت عن دورانها..

واليوم وقد وضعت الحرب أوزارها وتنفس اليمانيون الصعداء وأصبحوا يتطلعون إلى مابعد الحرب إلى السلام والتسامح والوئام ونسيان الماضي والتفرغ للبناء والتنمية يتفرغون إلى حمل مشاعل التنمية وترك رايات الحرب والفتنة الطائفية والمذهبية بين أبناء الوطن الواحد.. يتطلعون إلى البناء والعودة إلى محاريث الزراعة وطباشير التعليم ودفاتر وأقلام العلم والعودة إلى الحياة الحقيقية بعيدا عن أزيز الطائرات وهدير الدبابات ولعلعة الرصاص ورائحة البارود..

ولكن في المقابل لا يزال اليمانيون يتطلعون إلى التئام الجرح الآخر الذي يتهدد الوطن ووحدته ألا وهو ما بات يعرف بالقضية الجنوبية ومسالة الحراك والأصوات التي انطلقت تنادي بالعودة إلى براميل التشطير لا سمح الله..

فهل نشهد تحركا سريعا وملموسا وحكمة يمانية طالما انتظرناها لمعالجة القضية من جذورها بعيدا عن لغة التخوين والتشكيك
والتركيز على لب المشكلة وجوهرها الحقيقي التي بدأت مطالب حقوقية ثم ما لبثت أن تطورت حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم وهي تنادي بالانفصال.. وهذا شي محال ان شاء الله أن تناله، وأصبحت تنتهك الحقوق وتسلب الممتلكات ويقتل الناس بالهوية.

وفي اعتقادي انه لازال في الوقت متسع لهذا الجرح أن يعالج وبمهارة طبيب ينظر إلى مريضه بإشفاق وخوف على حياته وما يتوفر اليوم من العلاج قد لا نجده غدا أو قد يستغرق وقتا أطول للتماثل للشفاء..
حفظ الله اليمن من صعده حتى المهرة موحدا عزيزا متماسك الأركان وبورك بسواعد المخلصين من أبنائه..

_________
* يماني مقيم في المملكة العربية السعودية
[email protected]

مواضيع متعلقة:
أشواق يماني مهاجر! (1)

أشواق يماني مهاجر! (2)

أشواق يماني مهاجر! (3)

زر الذهاب إلى الأعلى