[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

ملك السعودية هل يزور اليمن؟

انقضى "يوم اليمن في الرياض"، حيث وفد إلى هنالك من الشمال والشرق والغرب والجنوب المعنيون باليمن من أصدقائه وأشقائه المانحين وأبنائه الممنوحين. عوضاً عن عقد الاجتماع في البلد الممنوح!

المسافة الزمنية لم تك بعيدة بين انقضاء يوم اليمن في لندن، وبين انقضاء المواجهة المسلحة بين الحوثيين وبين الجيشين السعودي واليمني، واليوم اليمني الحافل في موطن الدور الأساسي في الجوار القريب، الذي ظل لوقت غير بعيد "بوابة العالم" إلى اليمن، ويظل بوابة "تخليج اليمن"!. والمسافة المكانية كذلك لم تبعد كثيراً عن صنعاء أو حضرموت أو عدن أو تعز أو الحديدة ليصل المانحون في قادم الأيام زائرين للممنوحين!

بعيداً عن إفرازات اجتماع فريق العمل المشترك بين اليمن والمانحين لتحديد الاحتياجات التنموية اليمنية، تجري مقاربة لأجزاء مما بيّنه البيان الصادر عن مجلس التنسيق السعودي اليمني (المنشأ منذ 35 عاماً) في دورته التاسعة عشرة برئاسة رئيسي الجانبين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب الدولة الدكتور علي محمد مجور.

شغل المجالان الإنمائي والتجاري والصناعي أكبر حيز في البيان وفي الاجتماع. واختصرت مجالات أخرى اقتصر فيها على الترحيب بما وقع بشأنها. وأكثر المجالات (المختصرة) أهميةً من وجهة نظر بعض المهتمين بتنمية هذه الجوانب في العلاقات "مجال الثقافة والإعلام" و"مجال المياه والكهرباء". حيث اهتم في الأول بتجديد البرنامج التنفيذي الإعلامي فقط وغفلوا عن الثقافي، مع أنه ما يجدد روح العلاقات وينميها وينقيها من بعض الشوائب السياسية التي لم تنق بعد! أما في مجال المياه والكهرباء فخير ما يفعل البلدان أن يبددا معاً الظلمة المتقطعة التي يعيشها المواطنون اليمنيون، ويحولان دون الظمأ المحتمل لهذه "البلدة الطيبة"!

واختتم البيان كما يختتم كل بيان صادر عن الدورات، بتطلع رئيس الحكومة اليمنية إلى استقبال الوفد السعودي إلى الدورة القادمة أي الدورة العشرين في اليمن. وقد كان من المفترض أن يصل الوفد السعودي إلى اليمن في هذه الدورة، لولا تداعيات حالت دون ترتيبات الوصول. والتعويض عن هذا الأمر سهل ويمكن الإسراع فيه تمتيناً للروابط القائمة بين البلدين.

باستعراض موجز لمسار العلاقات بين البلدين، يتجلى أن لم يزر اليمن ملك سعودي غير الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود في يوليو – تموز 1954م، أيام "اليمن الملكي"، أما الملك فهد زارها أميراً عام 1955م. فيما زار أولياء العهد عبدالله (منذ عام 1985-2001م) وسلطان (منذ عام 1976-2006م) "اليمن الجمهوري" مراراً، ولا سيما الأخير لترؤسه الجانب السعودي في مجلس التنسيق الذي انعقد تسعة عشرة دورة منها ست دورات فقط انعقدت في صنعاء والمكلا؛ بخلاف زيارات خاصة، تطول أو تقصر، للأمراء نايف بن عبدالعزيز وسعود الفيصل ومحمد بن نايف وخالد بن سلطان مؤخراً.. وغيرهم من الأمراء المسئولين.

من الأولى وقد ارتقت العلاقات إلى مستوى من التنسيق الوثيق والتشابك العميق، مبادرة عاهلي الجزيرة: اليمني علي عبدالله صالح والسعودي خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، إلى تجديد هذه السُنّة في العلاقات دعوةً واستجابةً، خاصة وأن عشراً من السنين انقضت على توقيع معاهدة جدة الحدودية بين اليمن والسعودية، ويفترض الاحتفاء بها على نحو يليق بالمناسبة. من خلال ندوات علمية مشتركة بين مراكز وهيئات وصحف سعودية ويمنية. تحتضنها العاصمة صنعاء برعاية العاهلين الكريمين.

وأن يشهد العالم "يوم الرياض في اليمن" ويتابعون نتائج "زيارة أول ملك سعودي للجمهورية اليمنية"؛ وثاني ملك سعودي يزور اليمن! وأول قائدٍ لأهم بلد مانح يزور اليمن الممنوح؛ إثباتاً لعدم صحة المخاوف الأمنية، وهي أُمنية غير مستحيلة التحقق، لقرب المسافة المكانية وتلاشي "الحدود والسواتر النفسية"، والثقة المتبادلة بين البلدين والقيادتين والمولاة للجهات المعنية في اليمن لتأمين الزيارة المرتقبة.

زر الذهاب إلى الأعلى