[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

القهر الوطني..!

لم أستطع تمالك نفسي وأنا أشاهد برنامج حصاد الأسبوع في قناة السعيدة حينها أجهشت بالبكاء وكانت دموعي شاهدت على قهر الرجال في هذا البلد والذي تعوذ منه الرسول صلى الله علية وسلم عندما شاهدت قصة الرجل الذي يسكن مع زوجته وثمانية من أطفاله في داخل سيارة واقفة في إحدى الحارات بكل تفاصيلها ..

انتهى البرنامج وانأ أتذكر تلك الحياة وتلك التفاصيل التي تعيشها تلك الأسرة لم أصدق أننا وصلنا إلى هذا الحال لم أكن أتوقع مثل هذه المشاهد الذي تقتل حب الأوطان وتجعل المواطنين يكفرون بها..

لا أحتاج أنا ورب تلك الأسرة والسادة المشاهدين إلى دروس في الولاء الوطني وخاصة عندما تأتي هذه الدروس من هوامير المفسدين وعديمي المبادئ وأصحاب القلوب المتحجرة والمتاجرين باسم الوطن ومعانية الجميلة ومنجزاته التاريخية كالثورة والوحدة فأنها تكون أشد قبحا..

وكل ما نحتاجه هو إجابات تشفي غليل أفئدتنا عن مليارات تنهب من خزينة المال العام وقوانين تنتهك ومسؤولين لا يترددون في إشعال نار الفتنه من أجل بقائهم في السلطة في عام 2007 كانت اليمن تحتل المرتبة 137 في درجة الشفافية لمكافحة الفساد وفي عام 2008 احتلت المرتبة 141 وفي عام 2009 احتلت المرتبة 154 ولا أدري في 2010 أي مرتبه ستحتلها اليمن سأترك ذلك لنصر طه، وعبد بروجي، وغيرهم ممن يستميتون بالدفاع عن نظام أمعن في قتل الولاء الوطني شمالا وجنوبا..

أشطط غضبي عندما اعترف السيد الرئيس في مقابلته مع قناة العربية أنهم يحاسبون المسؤولين الصغار أم المسؤولين الكبار لا يتم محاسبتهم..

اجزم بأن ذلك يعد خيانة واضحة وتخلي من قبل الرجل الأول في النظام الحاكم عن حماية المال العام وشريان الدم الذي يضخ الحياة للوطن الذي يتحدثون عن حبة وسرعان ما يقطع المفسدين هذا الشريان ليدعوا الشعب ينازع الموت البطيء الأسعار مشتعلة والأجور لا تفي بإيجار الشقة والكهرباء مقطوعة والماء شبه معدوم والحياة غير كريمه والأسود المفترسة تترقب ضحاياها في كل اتجاه من رجل الأمن والمرور الذي يتقطعون للمواطنين في الشوارع باسم القانون إلى فساد أقسام الشرطة والمحاكم والوزارة وكل مؤسسات الدولة..

نحتاج إلى إجابات تشفي غليل أفئدتنا عن الفلل الفخمة ومواكب السيارات الفارهه ومعسكرات من المرافقين للمسؤولين بكل تكاليفهم الباهظة، وأرصدة مفتوحة وشركات وسياحة وتوفير كل ما تشتهي أنفسهم من ملذات وتكلونوجيا هذا العصر الحديث نحتاج إلى معرفة كيف كانوا هؤلاء المسؤولين فقراء فأغناهم الله بخزينة المال العام وكيف كنا أغنياء فأفقرنا الله بهؤلاء المفسدين..

مشاهد كثيرة في اليمن تسلب الابتسامة من عيون أبنائها وترسم على وجوهم القهر والغضب وتولد لهم الإحباط في ظل وجود معارضة..حاضرة وغائبة نزيهة وفاسدة ديمقراطية ودكتاتورية تتطلع إلى التغيير وتستجديه من سلطة المفسدين ولكن هذه المشاهد والصور..

وكل هذا الدمار يبشر ببوادر طيبة بانتظار قائد صادق ومخلص لوطنه وقضيته ليقود الجماهير وبخطاب واحد يحرك من حوله الجموع وتلوح في الأفق ثورة النصر حينها نستطيع القول للسلطة من يزرع الشوك لا يجني العنب !

زر الذهاب إلى الأعلى