[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

كفاءة الأشخاص.. ودقة الأعمال الأمنية..

أصبحنا في حالة حرب دائمة مع الخلايا النائمة والمتحركة من مجرمي القاعدة، لكن قدرة أجهزتنا الأمنية أعطتنا اليقين بأن الضربات الاستباقية التي توجهها لتلك العصبة السرية بتنظيماتها خلفها عقول كبيرة استطاعت وزارة الداخلية تدريبها وإعطاءها حرية التخطيط والتنفيذ، والمرونة في العمل مما أوصلها لأن تكون جهازاً نفاخر به ليس في محيطنا الداخلي والعربي، بل والعالمي..

فالهيكل التنظيمي للقاعدة واتساعه وتعامله مع مصادر بشرية مختلفة ذات عقول مدربة على الجريمة، واستثمار التقنيات الحديثة، يجعلنا أمام خصم بألوان قزحية مختلفة يستطيع أن يتخفى ويتداخل مع جغرافية المدن، ويستغل مختلف الإمكانات في الوصول إلى أهدافه، إلا أن التخطيط المحكم لأجهزة الوزارة، وقدرتها على فك شفرات تلك الخلايا ورصد حركتها ومصادرها ليس فقط على الأمور المشاهدة، بل بالحرب التقنية التي تمرر من خلال المواقع والحواسيب، والبحث عن نقطة ضعف في أي جهة مستهدفة، وفر للمملكة إستراتيجية هائلة أثبتت قدرتها على التعاطي مع كل المفاجآت والاحتمالات..

انتشار الجريمة على المستوى العالمي والبحث عن مناطق الضعف للتوسع بها أو جعلها قواعد تدريب وتنقل، استهدفا أن تكون اليمن والصومال إلى جانب أفغانستان، مواقع تواجد وانطلاق، والمشكل هنا لا يأتي من تقصير حكومة اليمن بقدر ما يسود من فوضى في أفغانستان والصومال، لأن الجغرافيا المعقدة، والفقر، والأمية، وما يدعون أنه جهاد واستشهاد لجذب حديثي السن أو ممن يعيشون يأساً دائماً من الحياة، مغريات تجد فيها الأفكار تعويضاً وملاذاً للانتقال لحياة أخرى أكثر رغداً ورحمة في ظنونهم..

اليمن تحتاج أن تنسق وتتعاون مع الدول المجاورة لها، والأخرى التي تلاحق هذا التنظيم، ولا نعتقد أن ذلك يصل إلى التدخل في شؤون بلد الآخر، إذا علمنا أننا نواجه عدواً خطراً، لا يمكن القضاء عليه إلا بتعاون دولي. وتجربة المملكة في هذا الشأن أصبحت هامة ولا نظن أن تبادل المعلومات يضر بأي طرف طالما الأهداف تحددها ضرورات أمنية في غاية الحساسية..

لقد ظل سمو النائب الثاني ووزير الداخلية الأمير نايف مصدر العمل الدقيق الذي وصل إلى درجات متطورة في كشف تلك الخلايا رغم حدودنا الطويلة مع معظم الدول العربية سواء ما كان منها آمن أو في حالة انتقال من الاضطراب إلى الأمن، وهناك مواسم الحج والعمرة، وجاذبية العمل في مدن المملكة، وورود أعداد هائلة في حركة النقل والانتقال للكثير من النشاطات، ومع ذلك تعاملت المملكة بحرفية متقدمة، وهذا ليس شهادة من أبناء هذا الوطن، بل من مواقع دولية شهيرة اعترفت بأن أجهزة المملكة على أعلى مستويات البحث والتحري والمتابعة والتدقيق حتى داخل الخلايا السرية..

ما جرى بالاكتشافات الأخيرة لعناصر الجريمة يؤكد أن المظلة الأمنية كبيرة وكفاءتها متقدمة، وهذا يعطي الاطمئنان لكل مواطن ووافد، بل ويعزز الأمن العربي، والعالمي في قيمة عمل وصل إلى أعلى درجات التكافؤ مع أي جهاز متقدم..

زر الذهاب إلى الأعلى