[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

تجسس الأحزاب الشيوعية ضد أوطانها لحساب موسكو

لاأدري كيف أنطلت الخدعة على شعوب العالم التي تأسست فيها الأحزاب الشيوعية و التي كانت عبارة فروع لجهاز المخابرات الروسي تُستعمل من اجل تنفيذ مخططات الاتحاد السوفيني في التمدد والهيمنة على العالم.

طبعا يجب الاعتراف هنا بقوة الدعاية الاعلامية والشعارات السياسية التي رافقت مسيرة هذه الأحزاب العميلة.. فقد لجأت إلى دغدغة مشاعر البسطاء والسذج بمقولات رومانسية عن العدالة الأجتماعية وحق الطبقة العاملة والدفاع عن الفقراء وغيرها، وهي تذكرنا بشعارات عملاء إيران في لبنان وفلسطين الذين يبررون عمالتهم بذريعة المقاومة بينما هم أدوات تستعملها إيران لتحقيق أهدافها السياسية، ونفس الشيء ينطبق على الأحزاب القومية التي تحاول التغطية على عمالتها بشعارات الأخوة العربية!

سيكولوجياً يعتبر العميل العقائدي أخطر انواع العملاء.. فهو يندفع بحماس تلقائي وتضحية من اجل خدمة القناعات الأيديولوجية التي تم غسل دماغه بها، وحينما يرتكب جريمة الخيانة ضد وطنه يرتكبها براحة ضمير وسعادة وهو يمارس التجسس والتخريب لصالح الجهة التي يلتقي معها أيديولوجيا كالشيوعية والأحزاب القومية العربية والأحزاب الطائفية: السنية في عمالتها لحركة الأخوان المسلمين والقاعدة، والشيعية في عمالتها إلى إيران.

وقد مارست كافة الأحزاب الشيوعية في العالم جرائم التجسس والتخريب ضد أوطانها لصالح الاتحاد السوفيتي وصلت إلى درجة ان الجواسيس الشيوعيين تمنكوا من سرقة اسرار القنبلة النووية ونقلها إلى المجرم الدموي ستالين، وغيرها من المعلومات والأسرار الخطيرة المسروقة مختلف بلدان العالم أضافة إلى قيام الأحزاب الشيوعية بمهمات التخريب السياسي، والانقلابات الدموية، والدعاية السياسية الغوغائية الهمجية ضد الحضارة الغربية ومنجزاتها العلمية وفكرها التنويري بذريعة مهاجمة النظام الرأسمالي والأنحياز إلى الطبقة الفقيرة ومختلف الأكاذيب التي تم فبركتها في أروقة المخابرات الروسية!

المثير للسخرية عندما تصف الاحزاب الشيوعية نفسها بالوطنية، ويتباهى أفرادها بتاريخهم النضالي. بينما هم مارسوا كل القباحات ضد شعوبهم تنفيذاً لأوامر المخابرات الروسية!

طبعا يجب انصاف قواعد الأحزاب الشيوعية من المساكين الذين غُرر بهم وخدعوا، ودفعوا ثمنا غاليا في السجون وتعرضوا إلى الأعدامات. فالقواعد الشيوعية لم تكن تدرك انها تنتمي إلى حزب عميل يشتغل لحساب الأتحاد السوفيتي، وكانت سطوة الشعارات الشيوعية البراقة قد أعمت بصيرتها وافقدتها القدرة على النقد والتمييز، وكانت مقولات الأممية والأنفتاح على الشعوب أحدى وسائل غسيل الدماغ لتضليل القواعد، فالمسؤول الرئيسي هم قادة الأحزاب الذين كانوا جسر المؤامرة والمنفذ لها.

ورغم قبر الشيوعية في مزبلة التاريخ.. إلا انه يجب تذكير الأجيال دائما بأن الكثير من صفحات التاريخ التي يدعي أبطاله النضال الوطني كالشيوعيين والقوميين والاسلاميين.. هم عبارة عن مجاميع من الخونة والعملاء استطاعوا تسويق أنفسهم بالشعارات الطنانة واللعب على عواطف الجماهير البسيطة واستغلال جهلها.

زر الذهاب إلى الأعلى