[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الحرية الخضراء*

الحرية حق مكتسب للإنسان منذ أول صرخة يولد معلناً للعالم، خلقت حراً .
على مر العصور تولد ذلك الصراع المرير بين العبودية والحرية، ويتخذ الصراع أشكالا عدة منها العبودية المحضة ومنها قمع الحريات وتكميم الأفواه ومنها الاستبداد بكافة أشكاله.

البعض ينتزع الحرية بالعنف والقوة، والبعض بالمقاومة والثورات السلمية، كالثورة الوردية والثورة البرتقالية وثورة الأرز. لكن الأمر المفروغ منه هو أن الحرية لا تكتسب ولا تنتزع إلا بالنضال، مهما اختلفت صوره وأشكاله.

ولكل بلد حكاية.. ولبلادي اليمن حكاية شائكة، فصولها قاتمة، لان شعبها إلى اليوم لم يع جيدًا ما معنى الحرية.

ما الفرق بين كبت الحريات وإطلاقها ان كانت النتيجة سلبية في الحالتين.. ما الفائدة المرجوة إن لم يع الشعب الفرق بين حرية التعبير وحرية التدمير!!

ذلك أن الحرية هي الوجه الآخر للمسؤولية، فمثلا؛ لك مطلق الحرية أن تصرخ بعلو الصوت، لكن ذلك يؤذي الجيران. ولذا يقال: أنت حر ما لم تضر. فالحرية لها ضوابط وحدود منها مراعاة مبادئ الإنسانية وأخلاقيات الدين وعدم التعدي عليه، وعدم نشر الفساد بين الناس، أو التحريض على القتل والكراهية .

حرية التعبير عن الرأي

منحنا الله عقلاً نفكر به، لذلك علينا التعبير عن آرائنا وأفكارنا، وكما أن لنا الحرية في التفكير يجب أن يكون لنا الحرية في التعبير. لكن تلك الآراء يجب أن تنبع من فكر عميق حر يعي جيداً مسؤوليته تجاه آرائه وما ينتج عنها من آثار.. يقول أحد الفلاسفة: "إذا كان كل البشر يمتلكون رأيا واحداً وكان هناك شخص واحد فقط يملك رأيا مخالفا ، فان إسكات هذا الشخص الوحيد لا يختلف عن قيام هذا الشخص بإسكات كل بني البشر إذا توفرت له القوة"..

وحرية التعبير هي التي تفتح أبواب الخير والوعي والرقي لا تلك التي تفتح أبواب الشر والفوضى. وهي التي تبشر بشمس الحرية وبمستقبل أفضل، لا تلك التي تنكأ الجراح وتحرض الأخ ضد أخيه.

يقول أحمد شوقي:
وللحرية الحمراء باب.. بكل يد مضرّجة يدقّ

وأقول بالمقابل (نثرا) وبما يتواءم مع الأزمات في بلدي:
وللحرية الخضراء باب بإيمان وحكمة شعبي يدق
......
......
لنا موعد مع الحرية الخضراء. ولكن: لن نضرّج أيدينا بالدماء.

* المقال الفائز بالمركز الأول في مسابقة ملتقى الشباب اليمني عن الحرية

زر الذهاب إلى الأعلى