[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

تعز ومقابر خمسة نجوم!!

لا تستغرب عزيزي القارئ من العنوان ولا تأخذك الدهشة منه وللتوضيح أكثر فان مقبرة الاجينات بمديرية المظفر بتعز التي تم توقيفها من قبل المعتبية بنت الملك الرسولي بمعنى أن المقبرة وقفية عامة لا يحق التفريط بها أو العبث بها أو التنازل عن جزء منها لأحد ،

وهى ملك الجميع فقراء وأغنياء، لكن السؤال الذي يطرح نفسه أمام أي زائر أو مطلع على حال مقبرة الاجينات يلاحظ أن المقبرة بمن فيها يشكون حالهم إلى الله تع إلى مما يتعرضون له من انتهاك واعتداءات من الأحياء الذين تناسوا أنهم غداً سيكون من ساكنيها وسيعمل بهم ما يعملون اليوم بساكني قبور الاجينات .

مقبرة الاجينات رغم مساحتها الكبيرة إلا أنها اليوم تتعرض لهجمة كبيرة من المقتدرين الذين بدأوا بحجز منازلهم ومنازل أسرهم بعد موتهم حيث أخذت المجنات تكتسح المساحة المتبقية من المقبرة فصارت المجنات الحديثة بمثابة فنادق خمسة نجوم لهم تنتظرهم مع فارق التشبيه ففي الدنيا زخرفة وخدمات ولكن في القبور التي هي منزلة من منازل الآخرة لا خدمات إلا ما قدمت في دنياك ،فعملك الطيب هو من سيخدمك بان يمنع عنك الثعبان الأقرع .

مقبرة الاجينات ضاقت من كل الجهات فما فيها من مساحة صارت المجنات قائمة وبالاسمنت وبعضهم سور مجنته وعمل لها باب حديد وتحولت كلها مجنات الأمر الذي جعل الفقراء يخافون على مصير هم بعد نهاية عمرهم في الدنيا في أن لا يجدوا لهم حتى ربع متر يدفن فيه لان المقابر أصبحت أسعارها أشبه بغرف فنادق خمسة نجوم بسبب تلك الاكتساحات التي حدثت في مقبرة الاجينات من قبل أصحاب الأموال الذين يدفعون قيمة المجنة الواحدة من 200الف إلى 700 ألف كل حسب طلبه ، السؤال الذي يطرح نفسه من الذي سمح باستحداث تلك المجنات في الاجينات الأمر الذي يهدد حال الفقراء الذين لايجدون قيمة كفن لهم ؟؟

ثم إن المقبرة وقف للجميع وليست خاصة بأحد حتى يتصرف فيها ويسمح بالحجز في المقبرة التي تعاني من عبث الأحياء ، ينبغي أن يكون لمكتب الأوقاف موقف واضح مما يحدث في مقبرة الاجينات حفاظاً على ماتبقى من مساحة يستفيد منها أموات الفقراء والمساكين .

وان كان لابد للميسورين أن يكون لهم مجنات خاصة بهم فبإمكان الأوقاف تخصيص مساحة من أراضي الأوقاف لتكون مقبرة للميسورين الذين لانعارضهم ولكن نخشي من أن يحرم الفقراء من حق لهم وهو قبر قليل التكلفة .

القضية يجب أن تأخذ حيزاً من اهتمام المعنيين في السلطة المحلية بحيث ينظر للمقابر في تعز نظرة إنسانية كون قلة المقابر فيها بات مسألة ملحوظة لكن ما نخاف أن لاتتوفر قبور في قادم الأيام لا للميسورين ولا للفقراء والسبب أن التكالب على الأراضي لم يتوقف على التوسع في البناء العمراني بل هاهو بلاحق حتى الأموات في قبورهم فلا هم ارتاحوا في قبورهم ولا الأحياء جعلوهم يرتاحوا .. فمن الذي سيريح موتانا في قبورهم ويوقف الزحف على المقابر سواء في تعز أو خارجها .

زر الذهاب إلى الأعلى