مع إعلان السلطات اليمنية أمس استهداف طائرة تابعة لها بالنيران من قبل المتمردين الحوثيين، وإعلان لجنة المصالحة التي عينتها الحكومة لتنفيذ النقاط الست لوقف إطلاق النار، رفض الحوثيين إخلاء المدارس المتفق على إخلائها من أنصار التمرد وإزالة الشعارات الحوثية عنها، وتزايد الإصابات بين المواطنين بسبب قنابل وألغام زرعها أنصار الحوثي حديثا في صعدة يبرز سؤال ملحّ على السطح حول حقيقة ما يريده الحوثيون.
هل يريدون حقًا إنهاء صراع امتد على مدى 6 حروب مريرة لم تعد بأي نتائج سوى الدمار والتشريد للمواطنين اليمنيين، والمساهمة في إصلاح أوضاع البلاد التي تعاني من أزمات اقتصادية وغلاء في تكاليف المعيشة وتهديد جنوبي بالانفصال ومخاطر من تواجد تنظيم القاعدة، أم يريدون الدمار لوطنهم وإضافة تهديد جديد في شمال البلاد يضاف إلى التحديات السابقة مما قد يهدد استقرار اليمن بمجمله.
والأغرب أن المواطنين الذين يدعي الحوثيون أنهم يقاتلون للحصول على حقوقهم هم الضحايا الأكبر للحروب الست التي قامت سابقا بين القوات الحكومية وعناصر التمرد الحوثي حيث يعانون من جراء المعارك التي تسقط ضحايا بينهم إضافة إلى التهديدات التي تطالهم فيما بين هذه الحروب من مخاطر الذخائر والألغام التي تنتشر في أراضيهم وبين مدارسهم مسقطة الضحايا بشكل دوري وفوق هذا وذاك حرمانهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي في ظل حرب وقصف مستمرين.
إن التصرفات الحوثية الأخيرة ترسل إشارات بأن المتمردين في شمال اليمن يدفعون الأمور باتجاه اندلاع حرب سابعة، وهو ما لا يريده كل حريص على استقرار وازدهار اليمن، ومن الهام جدا أن يدرك الحوثيون أن المزيد من الحروب لن تساعد على تحقيق أي مما يرفعونه من مطالب (بالمشاركة وإنهاء التهميش) وهو ما ثبت عبر ستة حروب سابقة لم تخلف إلا دمارًا وموتًا، وحرب سابعة لن تنجح بالتأكيد في تحقيق ما فشلت فيه سابقاتها، إلا إن كان لدى الحوثيين أجندة خفية أخرى يسعون لتحقيقها ولا تمر إلا عبر طريق الحروب وتهديد استقرار اليمن.