[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

أليست هذه إساءة يا سيادة الرئيس؟!

نعلم ويعلم الناس في كل مكان أن علم البلاد ليس قطعة قماش ملونه هدفها تمييز هذا البلد عن الآخر، مثلما تميز الفرق الرياضية (برشلونه أو الريال مثلاً) ..

إنه رمز وشعار للسيادة الوطنية وله حرمته وهيبته واحترامه ومكانته، وسقط من أجله الشهداء ليبقى عالياً وعزيزاً يرفرف، ولكن من الملاحظ في السنوات الأخيرة في اليمن أعتبر هذا العلم وسيله للتعبير والتقدير الشخصي (دون رقيب) لإثبات شي في نفس يعقوب؟!

أحياناً يرفع فوق السيارات والأطقم العسكرية في أوقات وأماكن لا معنى لها وكأننا في أراضي حدودية؟ ولربما علقه البعض فوق أكشاكهم المخالفة لأنظمة البيع والمضايقة لحركة السير والمرور في الشوارع بل وحمل بالبعض أنه لون أبواب هذه الدكاكين والأكشاك بألوان علم الجمهورية، حتى الدوائر الحكومية والنقاط العسكرية يعلق فوقها حتى يتمزق ويتغير لونه المهم عند هؤلاء انه علقه واسقط الواجب؟
وقس على هذا صور فخامة رئيس الجمهورية فهذه الصور لها مكانتها أيضاً فلا ينبغي أن تعلق إلا في أماكنها ووقتها الذي يليق بها كما نشاهد ذلك في كل مكان في العالم، وليست المسألة خاضعة لتقديرات ومزايا وثقافة عامة الناس الذين يعتقدون أن تعليقها محبة واحترام لهذا الرئيس أو إظهار الولاء ..

ماذا يعني عندما تعلق صورة سيادة رئيس الجمهورية فوق الأطقم العسكرية عندما تقوم بواجبها أو تتجول في الشوارع بسرعات جنونية وفي أيام عادية أو تعلق فوق سيارة مجهولة غير قانونية وكأنه جواز للعبور، بل وصل باناس أن علقوا علم البلد وصور الرئيس فوق أراضي متنازع عليها ليظهروا ولاءهم لها ولعل البعض منهم يدوسون أنظمة الدولة .. بأرجلهم (عندما تتعارض مع مصالحهم) وماذا يعني أيضاً أن تسمى بعض الأماكن المعروفة أو التاريخية أو فرز السيارات بحضرموت باسم الوحدة بينما تسمى في أماكن أخرى بتسمياتها الطبيعية وكم وكم من أمثال هذه المناظر الذي يعتقد فاعلوها بانها إظهار لولائهم، لكن الآخرين يفهمون جيداً بأنها (شكليه) بل تسئ بشكل أو بأخر لقيادتنا السياسية وأصحابها لا يعون ذلك الأمر وما أكثرهم .

إن أبناء حضرموت يعون كل شي من حولهم وهناك مثل حضرمي يقول (حتى مضغ اللبان له معنى.. أي له ذوق) وكل شي يفهمونه بذوقه ومناسبته وإذا خالف ذلك أصبح في نظرهم شي أخر؟!، وليعلم هؤلاء أن رفع العلم وصور رئيس البلاد لهما معاني ومدلولات عديدة يعرفها ويتعامل معها الناس في كل مكان وكذا السلام الوطني متى ولمن يعزف كل هذه تحكمها أنظمة وأعراف يجب أن يلتزم بها الجميع في كل أرجاء الوطن وإن لا تترك لتقديرات وأهواء الناس حتى لا تصبح هذه الأمور لا معنى لها؟

إن ما حملني على كتابة هذا الموضوع أمران أولهما التعديلات التي أصدرتها مؤخراً الحكومة والخاصة بكيفية التعامل الأمثل مع علم بلادنا لما من شأنه الحفاظ على مكانته وهيبته وحرمته، وثانيهما منظر شاهدته عند مدخل عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م وبلاد العلم (تريم) وهو رفع علم الجمهورية وصورة الرئيس ملاصقة تماماً للوحة مكتوب عليها (سوق القات المركزي)..

هذا المنظر يرى أهل حضرموت أنه لا يليق بصورة رئيس البلد ولا بعلمها ومن حق أبناء حضرموت ان يفسروا هذا المنظر بعدة آيدلوجيات لا سيما والغالبية العظمى منهم يعتبرون القات من العادات السيئة والمخزية الذي بالفعل أفسد أخلاق شبابهم وأساء إلى قيم وعادات وخصوصية وثقافة حضرموت وانه دخيل عليها ولم تعرف حضرموت القات مدى عصورها السابقة إلا في عهد الوحدة المباركة التي باركت فيه، وندعو الله نحن في حضرموت ليلاً ونهاراً أن يقيّض الله لها رجلاً يرفع عنها هذا البلاء وخطابي لك أولاً سيادة الرئيس ويا بشير الخير وأنت الحكم .. أليست كل هذه المناظر والعادات السيئة إللا حضارية إساءة لقيادتنا ولليمن عامة؟؟..

إن الولاء الصادق هو احترام وتنفيذ قوانين وأنظمة الدولة والعمل الدءوب من أجل رفع وتيرة الإنتاج كل في مجاله، لا بالتركيز على الأعمال الغثائية والمناظر الشكلية، حتى نسهم بالفعل جميعاً في تطوير هذا الوطن الغالي الذي نتشدق بمحبته ومحبة قيادته .. أليس كذلك أم إنني لازلت...... في نظر البعض؟!

زر الذهاب إلى الأعلى