[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

الحرب السابعة ومسؤولية الغرب

لا يمكن أن يكون ما يجري في اليمن، وخاصة في جبال صعدة والمناطق الخاضعة بقوة الأمر الواقع للمتمردين الحوثيين، بعيدا عما يجري في الضالع أو أية مدينة جنوبية، كما لا يمكن فصله عما يجري في صنعاء من أعمال إرهابية كان آخرها تعرض موكب السفير البريطاني لعملية انتحارية ذهب ضحيتها المفجر الذي أغوته القاعدة.

فمنذ فبراير الماضي تاريخ الاتفاق على وقف إطلاق النار بين السلطة والحوثيين، تجري الأمور بشكل عكسي، فلا المسلحون نزلوا من الجبال، ولا هم سلموا الآليات التي صادروها للجيش أو للمصالح الحكومية الأخرى، وهم بالتالي استفادوا من مرحلة وقف النار للاستعداد مرة أخرى لحرب سابعة قد تكون هذه المرة أشد وأدهى.

يستفيد الحوثيون من الإرباك الذي تعيشه الحكومة المركزية في الجنوب الذي تحركه أمان وأحلام انفصالية، وفي بقية المناطق من ضعف في السيطرة على منابع الإرهاب، بعد أن تحول اليمن- باعتقاد تنظيم القاعدة- إلى ساحة لنشاطه ومنطلقا لأعماله الإرهابية.

كانت القيادة اليمنية واضحة في مؤتمر لندن، بأن التنمية والإنماء المتوازن هو الطريق الوحيد للقضاء على الحركات المسلحة في البلاد، وكذلك لقطع دابر القاعدة التي تستفيد من حالة الفقر السائدة بتجنيد عناصرها. كما تأكد أن العمليات الاستئصالية التي حاولت الولايات المتحدة استخدامها في ضرب مواقع القاعدة قد أتت بنتائج عكسية، ألبت الرأي العام اليمني ليس ضد الولايات المتحدة وحدها وإنما ضد الحكومة اليمنية أيضا.

يبدو أن الغرب يسعى إلى قتال القاعدة بالنظارات وهي حرب بالمعنى الشعبي لا تعطي نتيجة.

زر الذهاب إلى الأعلى