[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

نصيحة لوالدنا وشيخنا الدكتور عبدالمجيد الزنداني

مثلي لا ينصح مثلك فأنت قامة وهامة من هامات علماء الامة الاسلامية..

شيخنا الحبيب: جمعتني بك قدرة الله أكثر من مره، لم أعهدك إلا مهتماً وملماً بإنسان اليمن البسيط.. رأيت فيك نبضا يحرك مشاعر الكثيرين من ابنائك وإخوتك.. ولقد اجتهدت في تربية ابنائك وبناتك وتخطى ذلك إلى تربية اجيال من شباب المسلمين وليس اليمنيين..

شيخنا الفاضل مخاطبتي لك اليوم هى محاوله منى للاستزادة من علمكم فسوف استفزك لارى ما يجعلكم شيخنا تهتمون بزواج الصغيرات وتجعلونه في أولوياتكم بينما اليمن يتمزق أوصاله ويتقطع، تارة باسم الحزبية وتارة باسم المناطقية وتارة باسم المذهبية.. الم تكن قاعدة درء المفاسد مقدمة على جلب المصالح أو قاعدة درء احد المفسدتين بأصغرهما؟
شيخنا، كنت اتمنى ان أرى مظاهرة لكم في بوابات مجلس النواب تحمي المواطنين والأبرياء الذين نالهم قصف صعدة وبيوتها ومساكنها ممن لا ذنب لهم..

كنت أتمنى أن أرى مظاهرة أو اعتصام احتجاجا على الفرقة والعنصرية في الحراك.. كنت أتمنى أن أرى احتجاجاً على موقف المشترك من أحداث اليمن.. وفى الأخير كنت أتمنى أن أرى موقفا قويا تجاه الدولة التى أنفقت مليار دولار في خليجى 20 بينما الفقر ينهش المواطنين..

شيخى الفاضل: لا يهلك الناس وفيهم علماء يستشعرون هموم الناس يقارعون الحاكم ينصحونه بالرفق بالناس، يقومونه في خطاه، يحاسبونه على أعماله.. هذا هو واجب العالم وواجب التلميذ مثلي أن يطلب من شيخه أن يشرح له لماذا كانت أولى اهتماماتكم مبادرة هي في ظاهرها وباطنها إعلامية تنفخون بها السلطان، بينما وطنكم ينخر فيه التفرق والانفصال وقتل الناس بالهوية والطائفية والمذهبية..

شيخنا: ما هو موقفكم من ما يحصل من قتل وسفك دم لمسلمين كل يوم فلا يكاد يمر يوم الا وفيه قتيل أو قتيلين، وفى الأخير شيخنا اليكم هذه الاحاديث التى تذكر بحرمة الدم فهل زواج الصغيرات هو افدح ذنبا من ما يحصل من سفك للدماء ام سنرى موقفا لكم مما يحصل..

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً) رواه البخاري ونقل الحافظ ابن حجر العسقلاني عن الشيخ ابن العربي قوله: الفسحة في الدين سعة الأعمال الصالحة حتى إذا جاء القتل ضاقت لأنها لا تفي بوزره , والفسحة في الذنب قبوله الغفران بالتوبة حتى إذا جاء القتل ارتفع القبول ] فتح الباري 12/233.

وروى الإمام البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: (إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله) وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني:[ قوله ( إن من ورطات ) بفتح الواو والراء, وحكى ابن مالك أنه قيد في الرواية بسكون الراء والصواب التحريك وهي جمع ورطة بسكون الراء وهي الهلاك يقال وقع فلان في ورطة أي في شيء لا ينجو منه, وقد فسرها في الخبر بقوله التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها. قوله (سفك الدم) أي إراقته والمراد به القتل بأي صفة كان, لكن لما كان الأصل إراقة الدم عبر به.
قوله ( بغير حله ) في رواية أبي نعيم " بغير حقه " وهو موافق للفظ الآية, وهل الموقوف على ابن عمر منتزع من المرفوع فكأن ابن عمر فهم من كون القاتل لا يكون في فسحه أنه ورط نفسه فأهلكها ] فتح الباري 12/233-234.

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة ) رواه مسلم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره … كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله) رواه البخاري ومسلم.
وعن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده وأوداجه تشخب دماً يقول يا رب هذا قتلني حتى يدنيه من العرش ) رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن وهو حديث صحيح كما قال العلامة الألباني في صحيح سنن الترمذي 3/40. وغير ذلك من النصوص التي تدل على عظمة النفس المعصومة.

إذا تقرر هذا فإن حرمة دم المسلم حرمة عظيمة ويكفي ما ورد من ترهيب مخيف في سفك دم المسلم بغير حق ولا شك أن حرمة دم المسلم مقدمة على حرمة الكعبة المشرفة، بل حرمة دم المسلم أعظم عند الله عز وجل من زوال الدنيا فقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم)رواه الترمذي وهو حديث صحيح كما قال العلامة الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/56.

وجاء في رواية أخرى عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار)وهو حديث صحيح كما قال العلامة الألباني في صحيح الترغيب 2/629.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: (ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن نظن به إلا خيراً) رواه ابن ماجة وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب 2/630.
ونظر ابن عمر رضي الله عنه يوماً إلى البيت أو إلى الكعبة فقال ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك) رواه الترمذي.

زر الذهاب إلى الأعلى