[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

أخي المواطن: احترس تحتك حفرة بحجم الوطن

لأكتب ما أكتب على نحو يحلو لي، وبما يرضي ضميري متجاوزا غرور من يختلف معي وخلافا لما قد يحول بيني وبين من يقرأ لي، من باب احترامي لوجهة نظره وما قد يفسر على نحو مغاير آخر..

وعليه، فقد عزيت إلى نفسي مهمة احترت في وصف كنهها تجاه كل الأشياء، علاوة على أنها مسألة مبدأ لا يمت لعراك المنتحرين والمتناحرين على أبواب الفضيلة بصلة.. بتسخير جهلهم منهاجاً ورسالة باباوية من "عليين" وكفانا أدباً أن نصدق كل كذبة ونمررها بسخاء عاطفي لكل الميسورين حظاً من مواطني الدرجة العاشرة بعد العشر طعش..

مع أنها تنتابني غصة وشعور بالذنب بأنني لست إلا وحدي أحد المنكسرين المتصنعين دور أنفسهم ولا يعنيني تمثيل أحد سواي وهذا ما أعتبره منهج اللاعدل أمام مشائخ الزمان الرديء، أصحاب العقول الجامدة والمبردة والمثلجة من أيام العصر الأيسكريمي "الجليدي"..

وكذلك أصحاب الأرصدة النضالية العتيقة والنياشين المرصوصة على أرفف الباعة والعالقين منهم على بوابة الدين والوطن والوحدة والانتماء والتاريخ وما تربطهما من صلة جذرية بعروقي اليمنية الصرفة لا الانفصالية الآرية منها والتي قتلتها بحكمة براءة ضحكة هذا الحيوان الصبور الحقود، الذي يسمونه سفينة الصحراء.. وكوني وبعض من المغضوب عليهم ممن عطلوا ابتسامة الشماتة على أبواب وجهه بإشارة يوم حرمناه من متعة "كركرة" سماعه بأن الوحدة ثالث ثلاثة وأن الانفصال شر لابد منه وأن من قال أنا ربكم الأعلى صدقناه وصلينا خلفه كالبهائم وقلنا آمين..

قيل يا زمن العجب؛ أن من ابتلاه الله بداء العنت والبعد عن عبادة ولاة الأمر من مواطني هذا البلد الكمين وأصحاب المواطي أن يتجنب رمي الجمرات وذلك احتراماً للشياطين أصحاب الفخامة والمعالي..

فلنحترس يا سادة يا كرام، أن نرمي أنفسنا بسوء الضن بمن حولنا حتى لا تلتهمنا ألسنة المارة فقد أصبح كل شيء مباح ومفخخ، حتى جنائز الموتى ومساجد الله وقوانين السماء والأرض.. فلا عجب أن نتهم بأننا خالفنا وصية البقاء بلا كرامة..

واستسمحكم عذراً، قبل أن تعطوني درساً في الأخلاق والقيم أن يتكرم أي منكم بمنحي فرصة الحديث عن أصحاب المواطي من مواطني هذا البلد المنكوب بقيادته.. لأنه من الحكمة، وللأسف، أن لا نخرج عن إجماع القبيلة، ومن العجب أن الحكمة في عرف الحاكم تؤتى من دبر ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون..

ونحن إذا ضاقت بنا الدنيا قالوا ويل للمصلين، وإذا خرجنا عن نطاق الصمت قيل لنا أن لا تجادل ولا تقرقر حتى لا تخدش حياء الديمقراطية السمحة.. وأن من الحكمة لبيان، وأن من يتشدق بالوحدة هو نفسه حاميها حراميها فكيف للعقل أن يصدق أننا نخاطب ملائكة وحدويون تمسكوا بأطراف ثوبها حتى مزقوه وبانت العورة..

حتى القتلة تشاوروا فيما بينهم على تمزيق الوطن وأختلط الحابل بالنابل وعمت الفوضي أديرة الرهبان وأودية العشاق وضربت على القلوب المسكنة وكتبت على الجدران بسواد الفحم والحقد الأسود وطباشير محو الأمية أن اخرجوا منها بسلام آمنين.

وحسبنا الله ونعم الوكيل.

زر الذهاب إلى الأعلى