[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

أيها الرئيس.. ماذا فعلت ليمننا؟

ثلاثة وثلاثون عاما من مدة حكمه حملت جميع المتناقضات فقد كانت حياة رئيس لم يحكم يوما سوى صنعاء وما جاورها حتى وصل به الحال ان يحكم يمنا موحدا لم يتسنى لغيره من حكام اليمن ان يكون له قصب السبق في ذلك ومن ثم تناقص هذا الحكم وبدأت المحافظات تذهب الواحدة تلو الاخرى..

فى يوم من الايام كان الناس يحتشدون لسماعه وهو يخطب، ويترقبونه بشغف وهو يدغدغ مشاعرهم.. لم يكن يهمهم ما آل إليه الوضع بعد عام 90 من الجوع والفقر فهو حقق لهم حلم التوحد وفى الوقت الذي كان فيه يوازن بين اطراف السياسة اليمنية يستشير ويأخذ برأيهم كان الكل ينهض لعمل الواجب الذى يفرضه عليه ضميره فيتوزعون في شمال اليمن وجنوبه يحلون المشاكل ويقومون باشاعة المحبة وروح الوطنية..

كانت فتره قصيرة لم تتجاوز سنتين من عمر حكمه خرج الناس بعد حرب 94 وهم مزهوون بأنهم صدوا المؤامرات الداخلية والخارجية التى كانت تترصد بالوحدة فاتجه فخامته لعائلته وأسرته وأسبغ عليها من نعم الله التي هي أمانة بيده وهمش الوطن والمواطن توقع، واعتقد انه المالك الشخصي لليمن..

نعم اعتقد انه من قام بالدفاع عن الوحدة نسى أرواح الشهداء ونسى تضحيات الكل قام بمغامراته الجنونية في الديمقراطية المفرغة وأصبح لا شريك له ترك الشعب يواجه الفقر والتسول ترك الشعب بلا كرامة نسى وتناسى رفاق دربه من وضعه على الكرسي نعم نسى الكل وتناسى شعبه الذي انهى كرامته في عام 90 بل وزاد ان عذبه بالجرع واصبح يبذر بالمال فتارة هبات لدول فيها كوارث وتارة مواكب وتبرعات لاريتيريا..

ضحكت في مقابلة له عندما قال أنا اجرت طائرات لقطر هى ملك خاص لفخامته.. أنا دفعت كم مليار.. أنا عملت، أنا سويت، أنا خدمت الشعب.. أنا رقصت على رؤوس الثعابين أنا مالك اليمن ووارثها..

اليمن صار ملكية بصك خاص يشتهى الرئيس سيارة فيشتريها يشتهى طياره فيشتريها يشتهى قصر فيبنيه يشتهى مسجد ليبقى اسمه مرسوما فيه فيبنيه يريد ان يكون له نفس دور الأسر المالكة فينشى مؤسسة ايتام مؤسسه خيريه نعم هو اليمن واصبح من الخطوط الحمراء تريد ان تسجل ابنك لابد ان يأمر الرئيس تريد ان تعالجه لابد من امر الرئيس حتى وظيفة لابد من أمر فخامته!

أيها الرئيس لم تبق لنا شيئا ولم تكرمنا فنحبك.. اخذت مالنا ومال اولادنا واصبح ملكا خاصا فكيف نحبك؟ وزعت وظائفنا وثرواتنا لك ولأسرتك فكيف نحبك؟..

حتى الثورة انت من قام بها والوحدة انت من حماها والوطن انت من يرسم حدوده حتى الأساطيل انت من يقرر بيعها واجرها ووهبها.. كلنا لك فأولادنا ملكك بيدك صكوكهم وهى جوازات زرقاء لا معنى لها الا انهم من شعبك اعمل ما شئت فلن يحاسبك احد ولكننا نقول لم تترك لنا ان نحبك..

زر الذهاب إلى الأعلى