[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

المسؤولية الاجتماعية بصمة التنمية...

مما قرأت في كتاب الشخصية الساحرة لـ"كريم الشاذلي" أن (أصحاب البذل والعطاء هم عظماء كل عصر..ورجال كل موقف ورموز كل زمان) و(أن بذل المعروف يقربك من قلوب الناس، ويرفع من قدرك عند رب الناس..

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أحب الناس إلى الله تع إلى انفعهم للناس))، وحدث أن (بكى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقيل له : مايبكيك يا إمام ؟ فقال : لم يطرق أحد باب بيتي منذ سبعة أيام، أخاف أن يكون الله قد أهانني)، سئل احد الحكماء يوماً أي شيء من أفعال الناس تشبه أفعال الإله ؟ فقال: (الإحسان إلى الناس).

حضرت من (5-6 مايو) في عدن مؤتمر المسؤولية الاجتماعية الثالث الذي نظمه مركز دراسات أبحاث السوق والمستهلك بالتعاون مع جامعة عدن وقد سبقته دورة مكثفة جول "المسؤولية الاجتماعية"، المؤتمر تميز بتلك الأوراق التي قدمت من المشاركين المحليين والأشقاء العرب..

حيث استعرض المؤتمر بعض التجارب الرائعة فيما يخص المسؤولية الاجتماعية منها المحلي كتجربة شركة الغاز المسال ومؤسسة mtn وخارجياً كتجربة البنك الأهلي السعودي والتي تعتبر تجربة رائعة ورائدة في المسؤولية الاجتماعية حظيت بإشادة كبيرة من المشاركين لشمولها لبرامج رائعة وكبيرة في مجال المسؤولية الاجتماعية التي رغم حداثة المصطلح إلا أنها لاتزال بحاجة إلى مزيد من التعميم كمفهوم أولا وكأعمال يلمسها المتابع على ارض الواقع لآثار المسؤولية الاجتماعية.

مؤتمر المسؤولية الاجتماعية الثالث الذي احتضنته عدن كان بمثابة دعوة صريحة لكل أصحاب الرأسمال الوطني إلى أن يضعوا بصمتهم على التنمية من خلال المساهمة في تبني مشاريع تنموية مجتمعية ذات أهمية المجتمع بحاجة إليها بالإضافة إلى دعم فعاليات تترك أثرها في المجتمع، كماهى دعوة ن يكون هناك نوع من الشراكة بين الجهات الرسمية والقطاع الخاص الذي يعتبر بالنسبة للحكومة بمثابة غرفة إنعاش يجنبها كثير من المواقف المحرجة بما يقوم به من أعمال تدخل في نطاق المسؤولية الاجتماعية التي تعود بدون شك بفوائد ومنافع ظاهرة على القطاع الخاص وعلى القائمين عليه فهم بما يقومون به من مسؤولية اجتماعية إنما يترجمون دعوة الإسلام الحنيف إلى التكافل والتراحم والتعاضد..

وكما استشهدت في مدخل الحديث عن المسؤولية الاجتماعية، ومن العوائد التي تعود بالنفع على من يقوم بالمسؤولية الاجتماعية ومنها ارتفاع غير عادي في الأرباح واتساع قاعدة الجمهور المستهلك لمنتجات القطاع الخاص وكسب ولاء المستهلك لإيمانه أن الدور الذي يقوم به القطاع الخاص في المسؤولية الاجتماعية يحتم عليه أن يكون أكثر التصاقاً بمنتجات هذه الشركة أو تلك وأكثر ترويجاً الأمر الذي قد يغني الشركة أو المؤسسة أو المصنع من خسائر الإعلانات في وسائل الإعلام.

المسؤولية الاجتماعية التي يقوم بها القطاع الخاص هي شهادة جودة له ينتزعها بدون أي رتوش أو زخرفات يعملها لمنتجه فيكسب سمعة جيدة لدى المواطن وتزيد الثقة نحوه فيزيد الإقبال على كافة منتجاته.

المسؤولية الاجتماعية تحتاج إلى مزيد من التوعية بأهميتها ورفع اللبس الحاصل لدى البعض من أصحاب المال الذين يخلطون بين الزكاة المفروضة عليهم للفقراء وبين المسؤولية التي تكون غير الزكاة، وهذا التوضيح مسؤولية كل من فهم فقه العبادات والمعاملات التي جاء بها الإسلام.

المسؤولية الاجتماعية اليوم رغم ممارستها من قبل عدد من البيوت التجارية إلا أنها تمارس على استحياء بسبب تنازع النفس لصحة الإعلان عن الأعطيات والأعمال التي تقدمها تلك البيوت وبين كتمانها حتى لا يفقد أجرهم ويهدر ثوابهم التي يرجونه من وراء نلك الأعمال التي يقومون بها، مع انه يفترض استشعار النية الخالصة لله من قبل الجميع في كل عمل يقومون به والنية هي الأمر الذي لا يمكن لأحد الكشف عنه لأنها تظل مسالة بين الخالق والمخلوق، واعتقد أن التعريف بكل ما تقدمه البيوت التجارية هو أمر مطلوب من باب حث الآخرين على التنافس والمنافسة في الأجر والثواب من الله والإعلان عنها هو لدعوة الآخرين لمزيد من العطاء في موضوع المسؤولية الاجتماعية.

*رئيس تحرير موقع تعز اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى