[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

من جعل إيران فحلاً في المنطقة؟

بعد غزو العراق في عام 2003، كثر الحديث عن إيران، وعن انها تتدخل وتعمل الغلاغل في المنطقة، وانكشفت نواياها وانيابها وانكشف عدائها التاريخي للامة العربية بعد ما كانت متخبية خلف ساتر الاسلام وخلف شعاراتها الرنانة بالدفاع عن الإسلام وأنها الحامي الاول عن الامتين العربية والاسلامية وهي الداعمة لقضية فلسطين.

إيران كشفت عن نفسها ولن تستطيع ان تخبيء أو تتستر على جرائمها التي اصبحت واضحة بوضوح الشمس، والتي ارتكبتها ومازالت ترتكبها، ونواياها السوداء التوسعية الطائفية في العراق التي راح ضحيتها الاطفال والنساء والشيوخ، وهي لم تفرق بين احد وغيره في قتلها للانسان العربي.

وكثر الحديث عن جرائم إيران بعد ما شاهد العالم باسره ما فعلته إيران في المنطقة العربية من تمزق وارهاب وتفرق بين دولة واخرى، لكن كل هذه الاحداث والجرائم الشنعاء واستباحة الدم العربي في الأحواز المحتلة وفي العراق واليمن ولبنان وفلسطين...، سبق وحذروا منها الأحوازييين قبل اكثر من 17 عام، ومنذ خروج طلائع السياسيين احوازيين الفارين من القهر والمشنقة الفارسية إلى خارج الوطن المحتل، وكشفوا المخطط الإيراني وتوسعه، لكن وللاسف الشديد ما كنا لا نتمناه قد حصل على ارض الواقع بعد الإهمال لما قاله الأحوازيين وحذروا منه كثيرا.

هنا اسئلة تطرح نفسها ان صح التعبير، ماذا جعل إيران ان تجروء وتقوم بمثل هذه الجرائم والتطاولات على دول الخليج العربي؟ الم يخطر على بال اشقائنا العرب من صنع من إيران بعبعا وفحلا في منظقة الخليج العربي خصوصا والعالم العربي عموما؟ الم يحن الوقت بعد كل تخريب إيران حتى الآن، حتى تضع الدول العربية متحدة حدا لكل هذه التجاوزات؟ ام انهم مازالوا ينتظرون تجاوزات واحتلالات جديدة من قبل إيران حتى يقدموا على شيء؟

عندما احتلت إيران الأحواز، الأحوازيين والتاريخ يقولان ان العالم العربي لم يكن مستقرا ولم يكن للدول العربية استقلال السياسي ومعظم الدول العربية كانت تحت رحمة الاستعمار وبعضها كانت في مرحلة التكوين أو تاسيس دولها، وكانت منشغلة في امورها الداخلية، وهذا ما ادا إلى عدم طرح القضية الأحوازية والمطالبة بها، طيب، لكن ماذا عن الان؟ الم يحن الوقت بعد بمطالبة الاحواز كبداية لتصحيح الموقف العربي من إيران؟

هذه اسئلة برأيي تدور في اذهان كل متابع ، وكل من يهمه امر امته العربية، وانا سوف اجيب واتمنا ان تكون اجابتي قد اصابت، وهي:

ان السكوت عن الحق العربي وعن احتلال الأرض العربية حتى لو كان شبرا واحدا من الارض التي لا تصلح لاي شيء امرا مرفوضا، فما بالكم ان الأحواز يسكنها اكثر من ثمانية ملائين عربي وفيها الثروات النفطية والزراعة وغير ذلك، وان الصمت عن احتلال الأحواز العربية التي هي جزء لا تتجزأ من الوطن العربي محتل منذ عام 1925 واهمال اهم قضية وحتى محاولة نسيانها للاسف الشديد من قبل اشقائنا..

هذا الصمت اللا مبرر وهذا الإهمال هو الذي تسبب باحتلال الجزر الامارتية الثلاث وتليها احتلال العراق واحتلال لبنان وشق فلسطين إلى دولتين أي شق الصف الفلسطيني وارضه، حرب الحوثيين في اليمن بالوكالة ودخولهم إلى المملكة العربية السعودية واستشهاد عدد من الجنود السعوديين، لا بل وابعد من ذلك، إيران استطاعت ان تصل إلى المغرب والجزائر والسودان وآخر حدث هو اكتشاف خلاياها التخريبية التجسسية في الكويت ويمكن ان تكون خلاياها الإرهابية موجودة في كل بلد عربي، وليس في الكويت الشقيق فقط.

اشقائنا العرب سكوتكم هذا اتجاه احتلال ارضكم العربية الأحوازية من قبل إيران وعدم المطالبة باسترجاع الاحواز إلى حاضنته العربية هو الذي سمح لإيران ان تمتلك قوة التخريب بثروة الأحواز العربية، حيث انكم لا تستطيعون اليوم استرجاع شيء، لا بل والخليج العربي كله اصبح مهددا الان، وانتم خير شاهدا على تجاوزات إيران المتكررة اتجاه الشقيقة البحرين العربية، وعلى جرائم إيران في العراق ودخولها المملكة العربية السعودية واستشهاد عدد من جنودها وهي تسعى جاهدة لتضعيف الدول العربية وتمزقها، والدول العربية غير قادرة لاسترجاع أي شيء.

واذا بقيت الامور على حالها، سوف ترون المزيد والمزيد وتجاوزات غير المتوقعة. نحن الأحوازيين لا نطلب منكم ان تقيموا حرب ضد إيران، بل ما نقصده ان المطالبة بالحق ومساندة شعبكم وحركته التحررية دون خجل أو خوف، وانتم تأكدتم ان الاحوازيين هم القادرين وهم على اتم الاستعداد لإيقاف إيران عند حدها، وهم يمدون يد العون طالبين منكم الوقفة والنخوة العربية الاصيلة. الحركة التحررية الأحوازية لها علاقات وتنسيق وثيق مع حركات التحرر التابعة للشعوب الرازحة تحت الاحتلال الإيراني البغيض، هذا هو الخلاص من هذا التهديد وهذا ما يخلصكم إلى ابد الابدين من خطر إيران وامن الخليج العربي يتأمن باسترجاع الأحواز لحاضنته العربية، هذا هو الامان للخليج والوطن العربي باسره، ولا خوف بعد ذلك، هذا هو الحل الوحيد للخلاص من الارهاب والحروب في المنطقة.

وهناك كلام حول إيران واسرائيل، فإيران هي التي لا تريد استقلال فلسطين، لان إيران مستفيدة بشعاراتها الرنانة وهي تدغدق مشاعر العرب ومفكريه، واذا استقلت فلسطين، فيبقى تدخل إيران في الدول العربية فقط، ولا احد يقف أو يؤيد ذلك، وهي اليوم بشعاراتها تخدم اسرائيل وتخدم نفسها من اجل بقائها واضعاف العرب اكثر فاكثر حتى ان تصل إلى غاياتها، وحتى تصبح دولة قوية لا رادع لها في المنطقة، وتتمكن من بناء امبراطوريتها الفارسية التي تحلم بها.

الصمت العربي هذا اذا استمر فسوف تحقق إيران ما تريده وفي حينها قد يكون الأوان فات وخلايا التجسس التي انكشف امرها في الخليج العربي هي خير دليل، وهذا ما يؤكد نوايا واطماع إيران،

وهل سئل احدا نفسه، لماذا لا تقوم إيران بعمل التجسس والدمار والقتل والضرر باسرائيل مثل ما الحقت بالامة العربية؟ ولماذا لا تفعل ذلك مع أمريكا؟ التي تعتبرها إيران الشيطان الأكبر ودولة استكبار؟ هل من قتل من الابرياء في العراق واليمن ولبنان وفلسطين هولاء جنود اسرائيليين وامركيين!؟.

زر الذهاب إلى الأعلى