[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

علي صالح ومرحلة تاريخية جديدة

خطاب الذي القاه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في العيد الوطني لبلاده أسس لمرحلة تاريخية جديدة, فدعوته إلى ترتيب البيت الداخلي ليست غريبة على رجل جعل خياره الستراتيجي السير في الوحدة إلى آخر المطاف وتذليل كل الصعاب, لأنه أدرك منذ البداية ان الوحدة قدر اليمن, ولا يمن من دون وحدة, فتجربة الانفصال المريرة الماضية كانت الدرس الذي يجب على الشعوب كافة ان تستفيد منه, وليس الشعب اليمني فقط.الخطاب الذي القاه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في العيد الوطني لبلاده أسس لمرحلة تاريخية جديدة,

فدعوته إلى ترتيب البيت الداخلي ليست غريبة على رجل جعل خياره الستراتيجي السير في الوحدة إلى آخر المطاف وتذليل كل الصعاب, لأنه أدرك منذ البداية ان الوحدة قدر اليمن, ولا يمن من دون وحدة, فتجربة الانفصال المريرة الماضية كانت الدرس الذي يجب على الشعوب كافة ان تستفيد منه, وليس الشعب اليمني فقط.

ان دعوة الرئيس صالح لمشاركة كل اطياف العمل السياسي اليمني, في الداخل والخارج, في حوار وطني ضمن المؤسسات الدستورية, هي دعوة المنتصر الحليم, وخصوصا ان صالح ليس مدعوما من الشعب اليمني فقط في كل ما يتخذه من مواقف, بل من دول الاقليم والعرب وحتى العالم, ولن يكون هناك اي تأثير لبعض الدول الخارجة على الاجماع العالمي حين يكون القرار الداخلي حازما في ترتيب الواحد, ذلك ان المبادرة التاريخية معززة بعفو عام عن جميع الصحافيين الذين ينفذون أحكاما بالحبس بالاضافة إلى الذين شاركوا في التمرد المسلح في الشمال أو في الاضطرابات السياسية في الجنوب, اي انها صفحة جديدة, وهي تعبير عن ارادة صادقة في البدء بمشروع الدولة العصرية, كما انها اسقطت كل المزاعم التي يمكن ان يتخذها البعض حجة للدخول منها إلى تفكيك هذه الدولة الخارجة للتو من امتحان صعب جدا كان يمكن ان يجعلها صومالا ثانيا, وخصوصا ان في هذه المرحلة لا يحتاج العالم العربي إلى مزيد من دعوات التفكيك, فها نحن نقاتل من اجل عدم تجزئة السودان والعراق, فكيف يمكن القبول باعادة اليمن إلى عصر التشظي؟

ان الخصوصية اليمنية تتطلب حذراً كبيراً في مقاربة الامور, ولا يمكن التغلب على أي عقبة إلا من خلال الجمع تحت راية الدولة الواحدة, فلم يعد الرهان على الانفصال يجدي نفعا في ظل المتغيرات التي شهدها العالم في العقود الثلاثة الاخيرة, ولم تعد اليمن حديقة خلفية للقوى العظمى كما كانت في الحرب الباردة, ولم تعد ايضا مجالا لتصدير أوهام الثورات والفوضى, واستنادا إلى ذلك رأينا كيف فشلت كل المحاولات لتفكيك الدولة, وكانت الرئاسة اليمينة دائما تتعاطى مع الامور من موقع الحاضنة لكل ابناء البلاد, حتى اثناء الحرب بالوكالة- التي حاولت إيران ان تشنها من الشمال- لم يذهب الحكم إلى نقطة اللاعودة, فقد ابقى الرئيس صالح على شعرة معاوية مع الحوثيين على امل ان يثوبوا إلى رشدهم ويعودوا إلى حضن الوطن

ان الرئيس صالح يعيد اطلاق الوحدة مرة اخرى وضم كل الفئات السياسية تحت راية الوطنية, لأنه مؤمن بأن "الوطن ملك الجميع وهو يتسع للجميع", وتأسيسا على هذا الايمان كانت دعوته واضحة إلى الابتعاد عن "المشاريع الصغيرة والمكايدات السياسية والعناد والأنانية والتعصب الفردي والمناطقي والطائفي والسلالي, والترفع فوق كل الصغائر", لأن الهم الاول يجب ان ينصب على بناء مؤسسات الدولة لتحقيق نهضة اقتصادية لا تتحقق في ظل الفوضى والفساد, وهذه الآفات لن تعالج طالما ان هناك من يعمل على تأجيج نار صراع مبني على أوهام, يتخيلون ان الشغب يسمح لهم في اقتناص الفرصة لادارة عجلة التاريخ إلى الخلف, ولكن التجربة تثبت يومياً ان كل ذلك اضغاث احلام في ليلة صيف حارة لن تودي بهم الا إلى التهلكة اذا هم لم يختاروا وطنهم واستقراره عبر تلبية الدعوة إلى الحوار.
لقد مد الرئيس علي عبدالله صالح يد التسامح إلى كل الفئات السياسية وهي الان مطالبة باثبات صدق توجهاتها الوطنية بتلبية الدعوة.

زر الذهاب إلى الأعلى