[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

سفير الكويت و.. "اليمن"!

بدا سفير دولة الكويت السيد سالم غصاب الزمانان مدافعاً عن الجمهورية اليمنية، إنما بشكل دبلوماسي راقٍ، حال سئل من صحيفة "الرأي" الكويتية عمّا يعتقده بعض المتابعين من مقاربة الحكومة اليمنية للانهيار، بإجابة موضوعية لا تحتمل شكاً أو تأويلاً على غير وجه الحقيقة. "ليس كل ما يقال صحيحاً".

بل وغاص في عُمق مشاكل وتحدّيات أكثر أهمية من الهاجس الأمني المستبد بالعالم؛ وهو "الهاجس المائي!" والمخاوف التي يتناولها الخبراء في أبحاثهم بشأن نضوب المياه في العاصمة صنعاء، المهددة بأن تكون أول عاصمة بلا ماء بعد سنوات غير كثيرة.. إضافة إلى كونها عاصمة يطول فيها -أحياناً- انقطاع الكهرباء!

قد لا يُغ إلى إذا تأكد وتكرر القول إن سفير دولة الكويت، كما يصنّفه مسؤولو الدوائر الرسمية اليمنية، من أنشط السفراء العرب والأجانب وأكثرهم تفاعلاً، والفعاليات والنشاطات الثقافية والاجتماعية، بما يخدم الديبلوماسية الكويتية التي استعادت ألقها في اليمن بشكل لافت مؤخراً، والفضل في ذلك يعود إلى إيجابية تفاعل السفير نفسه، مسترشداً -دون شك- بتوجيهات عميد الديبلوماسية العربية سابقاً أمير دولة الكويت حالياً، صباح الأحمد الصباح.

ولعلّ مراسلاته المتواصلة مع مختلف الدوائر الإعلامية اليمنية تحديداً تكوّن كتاباً وثائقياً عن نشاطه بما يثبت حقاً اجتهاده كسفير تعدى تمثيل بلده إلى تمثيل البلد الذي يعمل فيه.. وإذا بسفير الكويت يغدو سفيراً لليمن أيضاً إنما بدون تقديم أوراق اعتماد لدى الدوائر الكويتية!

وهو لا يقدّم استثناءً عن قاعدة العلاقات التاريخية بين الشقيقين اليمن والكويت، بل يرسّخ قاعدة الوحدة فيما بينهما، فلطالما، والجميع يعلم كثر ما، توحّد الموقفان والبلدان في المزايا الديمقراطية، والمبادرات القومية إلى أن أغرقا معاً بتواؤمهما وجهات النظر المغايرة والمشدودة إلى إرث خلافات الماضي القريب في بحر تطلعهما إلى المستقبل الأفضل وشراكة الخُطى نحو الغد المأمول في علاقتهما الحميمة والواعية لاحتياج كل منهما إلى الآخر.

يعيدنا هذا إلى بدء الحديث عن "سفير الشعبين"، بما أجاب به الصحيفة الكويتية عن الشأن اليمني الذي دافع عنه، ولفت الانتباه إلى "المشاكل والمخاوف المائية" الأكثر أهمية من المخاوف الأمنية في حياة اليمنيين.

علاوة على تشجيعه، وإشادته بكل الأطراف اليمنية -ضمناً- واتجاههم وتجاوبهم مع "الحوار المقدّس" لديهم -حد تعبيره. وأن الوقت كفيل بالمقاربة فيما بينهم على طاولة حوار وطني يناقش كافة تحدّيات البلاد. مع إشارة واعية وجادة من "سفير الشقيقين" إلى ما تواجهه الديمقراطية اليمنية الناشئة في ظل الرئيس علي عبد الله صالح، من معوِّقات، على اليمنيين وحدهم أولاً وابتداءً أن يتجاوزوها ويحلوها.. (لكي) يقف الأشقاء في الخليج وباقي دول الجزيرة وشمال أفريقيا والأصدقاء في أوربا وأمريكا إلى جانب "بلد الحكمة".. اليمن الموحّد المستقر.. أو المستقر الموحّد!

زر الذهاب إلى الأعلى