[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

رضاعة وطنية!

أنا من "نظر الأعمى إلى رقعة وجهي فانصعق.. وأسمعت رناتي من جواله صامت".. ولأنني بشر لست كأي بشر كوني من ذوي الثديات واللحوم المرشوشة بالمبيدات الحشرية فلا حاجة لي بالدفاع المدني وطفايات حريق جهنم فخذوا الفتوى من أفواه المجانين ويا دار ما دخلك أجنبي..

وأنا من استخفيت دمي بمجزرة اجتهادية جبت عاليها واطيها وخليت اللي ما يشتري يتفرج ويا شماتة أبله طازه فينا، والغريبة أن كل الأصنام الأقرب إلى قلبي من حبل الغسيل ما حدا منهم قال "عيب يا للي ما تستحي على وجهك"..

وأنا من قيل فيه "يا حاسد العنز على حليب أمه وش جاب سالفة التيس الغريب"، وبما أن حليب السعودية يبيعونه بريالين وكامل الدسم.. "وش لك وللقافة يا شيخ"؟!.. ويقال بأنه لأكثر من "خرطمية" سنة إلا قليلاً خرج جدي "الخايس عشر" لتأدية صلاة الاستسقاء، في منفوحة العام وحلف يمين الطلاق أنه لن يخرج من ديرتنا أجنبي إلا وكان راضع من ثدي عمته حتى تحرم عليه كما حرمت مكة على "موشي دايان" ولذا وجب السير على خطاه باعتبارها سنة متبعة وأنه بهذا وبعد ذلك وبتوقيت 999 لن يكلمه بعد اليوم إنسياً..

فاحتقرناه وانثبرنا في قبورنا إلى يومنا المشئوم هذا.. وما فاتني هنا أن أنقله بخجل وحياء، لم يفت على غيري أن يصرح به بفضاضة القول بفتوى غير شرعية بل ومخجلة.. قلت لنفسي: إذا كنت في كل الأمور معاتباً ومسوي نفسك مش فاهم حقيقة علماء الفلتات ف"جنان يخارجك ولا عقل يحنبك"!

وفتوى من باب سد الحنك ترفع عنك وصاية الكفالة وترفع مقامك من سائق خاص إلى أخو الهانم بالرضاعة وصهر كفيلك المحترم وكل ذلك بكاسة حليب من صدر المدام غنية بالمواد الحافظة للحسب والنسب و"يا بلاش"! ويا خوفي لا تشفط سيليكون ويروح فيها السائق الفلبيني.. ساعتها من يتحمل ذنب المسكين؟!

وأخيراً والخلاصة والزبدة ومشتقاتها وأنا آسف يا صاحبي ..ولما قد يحدثه الأمر من مهانة وكلام لا يليق بشخصكم الكريم ومكانتكم الرفيعة وعلمكم الذي ضيعتموه بجرة قلم، لطلبت منك ما لا تقدر أنت على تصديقه أو القبول به على نفسك وأهلك فلم التعدي على حرمات الناس "حرمت عليك عيشتك ياشيخ الإبل والمزايين"؟..
وقم بس قم!

*كاتب يماني

زر الذهاب إلى الأعلى