[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

فارقنا قبل الموعد

أنا لم أتعرف عليك، لكني أعرفك جيداً، لأنه يكفي أن اعرف انك أستاذ الالتزام بالموقف وأستاذ العلم والمعرفة وأستاذ الكلمة الصادقة والمشرقة، لم أتعرف عليك لكنني كنت على موعد معك في رمضان نعم لقد كان الجميع على موعد لكن لله ما اخذ وله ما أعطاء إننا نفقد بغياب علاو قلماً يدعو إلى التفكير بقدر ما يدعو إلى العمل.

اليوم ارتفع علم من إعلام اليمن . ارتفع علم وتركنا في احلك الظروف كم كان الأطفال والشباب والشابات يعدون الأيام منتظرين لك الشفا لتطل عليهم في رمضان فلقد كانوا ينتظرونك تطل عليهم وأنت على فرس من فرسان الميدان كنا ننتظرك لكي تستيقظ من مرضك لنقرأ منك معالم الثقافة وأبجدية السياسة وعقلانية المنطق ونبل الإنسانية. لاكنا وجدنا انفسنا منحنيين أمامك ونحن نعاهدك أن نبقى أوفيا للخط الذي دافعت عنه وسرت عليه أن تراثك الكبير سيبقى محفوظاً في ذاكرة الأجيال إلى الأبد

لقد أحببت القران فترجمة من لغته كلمات مشرقة وعبارات جميله وجمل مفيدة لقد تعلمت الأجيال منك الكثيرا والكثير لقد كنت الشخص الذي نال حب الجميع احبك الشيخ في حقله واحبك المعلم في فصله واحبك الموظف في مكتبه واحبك الطفل في مدرسته لقد كنت محطة إعجاب الجميع وكما اجمع الكل علا حبك وتقديرك في الداخل فكذالك وجد من يحرص على شفائك في الخارج لانك كنت منبر من منابر الخير فكان سلطان الخير يحفظه الله تهمه صحتك فوجه بعلاجك حباً فيك وإعجابا بقوة المنطق وشرف الكلمة ونبل المقصد الذي اتسمت به
رحمك الله ياعلاو. لماذا تركتنا ورحلت في هذا الزمن الصعب , الا يكفينا نقصا في عدد الصحافيين والإعلاميين الشرفاء لقد تركت الأجيال ألصاعده حائرة أمام التعصب المذهبي وأمام الأفكار المتطرفة وأمام الثوابت المهتزة , فما عسانا ان نقول إلا أن لا حول ولا قوة الا بالله.

كما الأشجار تموت واقفه.. وكما الامطار تسقط فجئه وكما يأفل نجم في السماء.. وكما الشهب تمر سريعاً.. هكذا أنت ياعلوا.. مت واقفاً.. وفارقتنا مفاجئه وأفلت كنجم و مررت في حياتنا كالشهب... أوجعنا رحيلك.. وأدمى قلوبنا فراقك.. من لنا بعد اليوم ليواصل نشر الثقافة والمعرفة والوسطية والوعي لقد كان لك وقفات أمام كل التحليلات والأفكار والرؤى.. فنَم قرير العين فعزاؤنا بك أنك أسّست لإعلام حر ونظيف.. عزاؤنا للشباب والأطفال والشيوخ الذين كان لهم موعد معك في رمضان.. عزاؤنا لمحبيك ومتابعيك وعائلتك.

علاو كان ركن من أركان الإعلام في اليمن وخسارته هي خسارة فادحة وكاْن اليمن ينقصه فاجعة وهو في هذه الظروف الحرجة لقد كان علاو عقل يعكس حقائق الواقع اليمني كان المثقف الحر في الزمن الذي بات كل شي فيه يشترى ويباع سنفتقدك ايها الأستاذ المربي والمعلم القدير والادري المثقف من يمكن ان يملأ الفراغ الذي تركته بفقدك نعزي كل صاحب راءي حر في هذا الوطن وكل صاحب مشروع إصلاحي

الموت حق ولكن الموت أعجز من أن يدفن كلمة الحق، أو تستوعبها الأكفان، وما أعظمها من كلمات كنا ننتظرها من فمك يا أيها الاعلامي بحق وحقيقة. خسرتك الأجيال قبل ان يخسرك الإعلام لقد كانت كلماتك أطيافاً من الألوان فارقد بسلام...فأزمة قلبية أو دماغية أهون ألف مرة من أزمات الوطن التي أحلة بك وبنا لكن ما نشعر به الآن من يُتم، يدل على تقصير فاضح منَا..

نعم غداً صباحنا يتيم، غداً يومنا أقل معرفة، غداً يومنا أقل جرأة، غداً يومنا أقل نبلاً غدا يومنا اقل فروسية.
كم كنت نبيلاً، كم وضعت برامجك الحد بين العلم والجهل،بين السمين والرث بين الأصل والفصل، وبين الحق والكذب.
لم ترتوي الاجيال بعد من ينابيعك، يا قلعة أخيرة كنّا نستند اليها، يا باب المعرفة والثقافة في الزمن الرديء.

غداً سنقرأ... صدى كلامك الذي لن يُمحى مع مرور الزمن.
كنت وفيا كنت عظيماً.. كنت صادقاً.. كنت محباً للوطن
سنفتقد ثقافتك وبلاغة كلماتك... لكنك باقٍ فينا، لأنك زرعت فينا الصدق وحب المعرفة..
نم قرير العين.. فكلماتك وحروفك وقلمك ما زالا ينبضان. ستبقى صدا برامجك إلى ألأبد رحمة الله عليك
وكل التعازي لليمن ككل ولعائلة الفقيد ومحبية
رحمك الله ياعلاو..ولا شك أننا سنفتقدك

زر الذهاب إلى الأعلى