[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

أفضل استثمار لأمن اليمن

لسنا نذيع سرًّا إذا قلنا إن أمن اليمن الشقيق واستقراره، هو في صميم أمن واستقرار الخليج العربي عامة، والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، وأن اليمن كان وسيظل الامتداد والعمق الإستراتيجي للجزيرة العربية كلها.

أظهرت إحصاءات حول معدل الفقر في اليمن العام الماضي، ارتفاع نسبة الذين يعيشون في الفقر من 35% في عام 2005 - 2006، إلى نحو 45% من نسبة السكان، ويعيش 65% من الأطفال في اليمن في حالة فقر مدقع، في بلد أكثر من نصف سكانه ما دون سن الـ18، وتقول الإحصاءات إن 4 من أصل 10 بنات يلقين تعليمًا ابتدائيًّا، أضف إلى ذلك ظاهرة الأطفال الجنود التي لا تزال منتشرة بشكل كبير في اليمن.

ورغم مرور 48 عامًا على وجود منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» في اليمن، بذلت خلالها ولا تزال جهودًا كبيرة لتحسين أوضاع الأطفال هناك، إلاّ أن الصورة لا تزال قاتمة اليوم إلى درجة دفعت بمبعوث المنظمة الدولية إلى اليمن “كاباليري” إلى التحذير بأن خطر هؤلاء الأطفال على اليمن، أكبر بكثير من خطر تنظيم القاعدة هناك. (الشرق الأوسط 25/6/2020).

لقد أطلقت الحكومة البريطانية مبادرة «أصدقاء اليمن»، مطلع العام الحالي، تعهدت فيها 21 دولة بينها الولايات المتحدة، وعدد من البلدان العربية، بمساعدة اليمن على مكافحة الإرهاب والقاعدة، وإنشاء البنية التحتية في البلاد، وعلى الرغم من أن مبعوث اليونيسيف إلى اليمن، يرى أن المؤتمر أدّى دورًا مهمًّا جدًّا في إعادة وضع اليمن على الخارطة العالمية، فإنه يرى أن مؤتمر لندن تناول الأوضاع في اليمن من زاوية أمنية حول القاعدة، وأضاف: «لا يجب تجاهل وجود القاعدة، والتهديد الذي تشكله لليمن، ولكن هناك واقع أهم من ذلك يجب مواجهته، هو 12 مليون طفل يعيشون في أوضاع مزرية.

ويضيف: إذا كان عليَّ أن أقيس خطر القاعدة في اليمن، وخطر تجاهل 12 مليون طفل، فأعتقد أن الخطر من تجاهل الأطفال، وتجاهل حاجاتهم الأساسية، هو تهديد أكبر بكثير من التهديد الذي ستشكله القاعدة يومًا ما على اليمن» .

إن أموالاً هائلة، واستثمارات ضخمة، ومساعدات كبيرة للغاية، انصبّت في اليمن الشقيق خلال الأربعين عامًا الماضية، من دول الجوار عامة، ومن المملكة خاصة، واستمرار أوضاع اليمن كما نرى اليوم أمنيًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا، يؤكد أن المشكلة الأساسية هي داخل اليمن، وأن القيادة اليمنية والنخب السياسية الحاكمة والمعارضة هي المسؤولة عن ذلك، وهي في الوقت نفسه القادرة على إنقاذ البلاد بالإصلاح.

زر الذهاب إلى الأعلى