[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

الجرح اليمني

ليس عيبا تكرار التنبيه إلى أن ما يجري في اليمن يشكل خطرا يمكن أن يتخطى حدود هذا البلد إذا ما بقي حبل الأمن منفلتا على غاربه، فالتمرد الحوثي الذي وضع اتفاق فبراير العام الماضي حدا له، تصاعد وبنفس الأدوات وفي المنطقة نفسها، ولكن بأسلوب آخر.

الحوثيون يصفون ما جرى خلال الأيام الخمسة الأخيرة بأنه صراع قبلي، والسلطة تعتبر ما يجري تصفية حسابات بين الحوثيين وبعض القبائل في صعدة التي نأت بنفسها عن المتمردين، ووقفت إلى جانب الجيش في حربه الأخيرة.
ندرك طبيعة العلاقة بين المواطنين والجهات السياسية ومركزية الدولة، خاصة في بلد مثل اليمن حيث ما زالت القبيلة تتقدم على مكونات المجتمع، وربما هذا ما دفع إلى الاشتباكات التي خلفت وراءها أكثر من خمسين قتيلا وعشرات الجرحى، وهو رقم سيكون له انعكاساته في الأيام المقبلة على طبيعة العلاقة بين أبناء القبائل القتلى ومسببي القتل من المتمردين.
ذكرنا في مقال سابق أن الجرح اليمني لم يشف، وأنه مرشح للنزف مرة أخرى، لأن الحل كان ارتجاليا ولم يقض على الفتنة من جذورها.
ربما ساعد على تصاعد العنف مرة أخرى، استفادة الحوثيين مما يجري في محافظات يمنية أخرى من تهديدات يطلقها تنظيم القاعدة حينا، وما يسمى بالحراك الجنوبي حينا آخر، لإفشال الخطوة الأخيرة التي اتخذها الحزب الحاكم واللقاء المشترك لتأسيس مسار ديموقراطي قد ينقذ البلاد مما هي فيه.

زر الذهاب إلى الأعلى