[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

تزامناً مع قدوم "بريمر اليمن".. خروج عزيز سفيان وتوسع حاكم ضحيان

عظيم أمر هذا الشيخ المجاهد والوطني المقاتل وعزيز يمتلك من الشجاعة والجراءة والصلابة والوطنية ما يفتقده الكثير من المشائخ والقادة العسكريين والأمنيين والزعماء المدنيين والسياسيين ، وغريب ابن عزيز يرفع رأيه الانتظار في زمن الانكسار ويحمل مشعل الحرية في زمن العبودية والخضوع والانبطاح.

لقد أثبت الرجل أنه من المعادن الكريمة وأنه كبير وعزيز ونادر أمثاله قليل استطاع بصموده وجهاده وبطولته هو ومن معه ، أن يثبت نظريَّة تقول أن قوة المتمردين تأتي من ضعف الدولة ، وألحق أن الرجل خرج منتصراً عزيزاً شامخاً ، ووحدها السلطة والحكمة والدولة خرجت مهزومة ذليلة ضعيفة..السلطة ترفع راية السلام وزعران الحوثيين يقابلون ذلك بالمزيد من القتل والهدم والاغتيال وقهر المشائخ وأسر الجنود والتقدم نحو العاصمة من اتجاهات متعددة.

إن سقوط موقع الزعلاء بأيدي المتمردين وخروج الشيخ المناضل ابن عزيز على ظهر دبابة ، ليس سوى "بروفة" وتدريبات يقوم بها الحوثيون استعداداً لليوم الذي يقومون فيه بالاستيلاء على - النهدين- وخروج قادة الدولة من العاصمة على متن مروحيات عسكرية وتحت حماية السفارة الأميركية والبريطانية والفرنسية!! وأنا لا أبالغ في مثل هذا الطرح وخاصة بعد قراءة التصريحات التي أدلى به السفير الأميركي الجديد في اليمن ، والذي لم يتسلم عمله بعد وما زال يجري بعض التمرينات والتسخين اللازم، والمتأمل في هذه التصريحات التي أدلى بها السفير المرشح - فيرستاين- والحديث الذي تحدث به في جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ الأميركي لا تدل على أنه قادم للعمل كسفير لبلاده ، وإنما يأتي كمندوب سامي وحاكم على غرار "بريمر" حاكم العراق عقب الاحتلال الإيراني والأميركي لبغداد!! ومثلما تحالف "بريمر العراق" مع الشيعة فكذلك يريد أن يفعل "بريمر اليمن" السفير المرشح فيرستاين الذي بشر اليمنيين بأن المتمردين الحوثيين على استعداد وجاهزية للمشاركة السياسية مع الحكومة اليمنية ، وتحويل مسار المعارك العسكرية العنيفة إلى مسار سياسي أكبر سيساعد على حل بعض الخلافات - حسب كلام "بريمر اليمن" الذي تحدث عن الانجازات التي يسعى لتحقيقها في اليمن أثناء عمله كمندوب سامي حيث قال بكل وضوح وصراحة عن الجهة التي نحن ذاهبون إليها بالنسبة إلى الحوثيين والجنوبيين..أعتقد أن وجهة نظرنا هي نفس القضايا في الأساس تخلق بيئة للتطرف والتشدد في أي مكان آخر في البلاد وهي عوامل يتطلب "معالجتها" من كل من الجنوب والشمال على حد سواء!!

انظر كيف يتحدث السفير الأميركي الجديد عن "معالجة "القضايا التي يؤكد على أنها "ستعالج"مع مرور الزمن وحتى المظالم الموجودة في هذه المناطق وعد "بريمر الجديد" أن يساعدهم على تحقيق تقارب مع الحكومة !! ولم ينس طبعاً أن يتحدث عن التهديدات الأمنية التي تشكلها القاعدة "طبعاً التهديدات لأمريكا وليس لليمن" فالرجل لا يعنيه الأمن القومي في اليمن ، بدليل أنه تحدث عن الإرهابيين الحوثيين بكل فخر وسعادة وتفاؤل " المهم هو الأمن القومي الأميركي وتحقيق المصالح الأميركية التي تتناغم مع المتمردين الحوثيين ودعاة الانفصال والطائفيين وغيرهم والمهم الإشارة إلى أن السفير الأميركي الجديد في اليمن كان يعمل سفيراً لبلاده في باكستان" ولهذا التعيين دلالات كبيرة ومعاني خطيرة يتطلب من الحكومة اليمنية عدم قبول هذا السفير ورفض تعيينه وفق المعايير الدبلوماسية والمصلحة الوطنية، إن الملف الذي يحمله السفير عن اليمن ملئ بالأوراق الخطيرة والآراء الغريبة والمقترحات الهدامة والشر المستطير.

والغريب أن السفير المرشح الذي يحاول أن يقدم نفسه لمجلس الشيوخ الأميركي ويحظى بثقة القيادة الأميركية، لم يتحدث عن الأحزاب السياسية الحاكمة أو المعارضة، ولم يتطرق لأحزاب اللقاء المشترك ومنظمات المجتمع المدني والصحافة وحرية الرأي كل ما كان في ذهنه هو التعاون والتحالف مع الحوثيين والتقارب مع مطالب الحراكيين ومكافحة تنظيم القاعدة والجفاف وربط اليمن بالقرن الأفريقي وإبعاده عن القرن الحادي والعشرين .

زر الذهاب إلى الأعلى