[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

توقعات أم معلومات يا فخامة الرئيس؟

ما نشر عن توقع الرئيس الإيراني احمدي نجاد قيام الولايات المتحدة بضرب دولتين على الأقل خلال الشهور الثلاثة المقبلة، يستحق التوقف والتحليل، مع أنه دمج بين المعلومات والتخمين.

من حيث المبدأ، فإن مهمة الحصول على معلومات دقيقة عن خطط الطرف المقابل تعتبر من المهمات الشاقة. لأن مثل هذه الخطط غالبا ما تكون محمية بإجراءات أمنية مشددة. بيد أن لكل قاعدة شواذ. فخلال حرب السنوات الثماني كان المحللون في الاستخبارات العراقية يحصلون على معلومات دقيقة للغاية كأنهم يقرأون كتابا مفتوحا. وهو ما لا تمتلك إيران مؤهلات استخبارية لبلوغه على الساحة الأميركية.

وعندما تتصور المخابرات الإيرانية أو تصور لقيادة النظام العليا أنها حصلت على معلومات دقيقة عن خطط لشن ضربات على دولتين .. أو أن يعلن الرئيس ذلك نيابة عنها، فإن المتابعين يتلمسون عملية خلط بين المعلومات والتخمين. وأيا كانت الحقيقة، فلا بد من دراستها من قبل الأجهزة صاحبة الاهتمام والاختصاص.

لا يوجد في الأفق ما يشير إلى أن أميركا بصدد شن ضربات على دولة واحدة، وليس ثلاث. فهي للتو خرجت من أزمة مالية كبرى، وتحاول تغيير استراتيجيتها العليا في إدارة الصراع. ونجحت في فرض سلسلة متواصلة من العقوبات المتصاعدة على طهران، لا ينبغي الشك في تأثيرها المستقبلي على نظام ولاية الفقيه.

وإذا كانت من دولة معرضة لضربات فهي إيران، مع التأكيد على عدم وجود دلائل داعمة لهذا الاحتمال حتى الآن. لكن أحداثا طارئة قد تقود إلى متغيرات فورية تظهر خلالها دلائل متسارعة تقود إلى الحرب. فهل أن الرئيس نجاد يعلم بخطط إيرانية تؤدي إلى مثل هذا التصعيد؟ هذا أحد الاحتمالات، لا سيما انه قريب إلى الباسداران. والقرب إلى هذه المؤسسة يساعد في قراءة النوايا، لأن الرئيس لا يمتلك سلطة التعرف على ما يخطط في مقر المرشد وفروعه إن لم يكن قريبا ومقربا.

وربما قصد نجاد لبنان، تأسيسا على دور قد يلعبه حزب الله ضمن مخطط يستهدف صرف الأنظار عن طهران. والتطور السلبي شمال اليمن ليس بعيدا عن هذه القراءة الإيرانية. فمن الغريب أن يقدم الحوثيون على تصعيد خطير رغم انفتاح الدولة عليهم. والسؤال هنا ينبغي توجيهه إلى نجاد وحده وهو: هل أن ما قلته يا فخامة الرئيس مبني على معلومات أم توقعات وتخمين؟ أم أنكم تبيتون أمرا سيزيدكم انحدارا؟

زر الذهاب إلى الأعلى