[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

الفتن العربية‏..‏ والأصابع الإيرانية‏!‏

عندما يهرول الإيرانيون للاستسلام لدي الأمريكان والغرب وتزداد ضغوط المجتمع الدولي عليهم ويظهر تأثير العقوبات الدولية حول ملفهم النووي‏,‏ يزداد توترهم وضغوطهم علي عملائهم من العرب ويستأسدون علي القضية الفلسطينية‏..‏

فمازال القرار الإيراني الصارم لدي حماس هو‏:‏ ألايتجهوا إلي المصالحة مع فتح‏,‏ وهم يعرفون قبل غيرهم أقصد الإيرانيين أنه لاحل للقضية الفلسطينية وقيام الدولة المرتقبة إلا عبر إنهاء الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس‏.‏

وهناك منطقة أخري رخوة وشديدة الضعف هي جبهة أو ساحة لبنان‏,‏ فمازال حزب الله يستأسد ليس علي الشيعة اللبنانيين وحدهم‏..‏ ويحاول أن يدمجهم في بناء واحد‏,‏ ويغيرهم بالقوة والمنعة‏,‏ بل ويحضهم علي السيادة وضرب العيش المشترك في لبنان‏,‏ متناسيا أن قوة الدولة اللبنانية والطبيعة اللبنانية الفريدة في التعايش بين الطوائف سواء بين المسلمين والمسيحيين هي احترام كل لبناني حق الآخر في العيش المشترك‏..‏ والصيغة الجديدة التي يضعها حزب الله برعاية إيرانية هي أن يعيش اللبنانيون تحت تهديد سلاح حزب الله‏,‏ وعندما يحاول أن يفتح أحد فمه يهددونه بأنك تسيء إلي المقاومة وسلاح حزب الله‏!!‏

وبرغم أن هذا السلاح فقد وظيفته بعد انسحاب إسرائيل من الجنوب وبعد الفصل بين اللبنانيين والإسرائيليين بقوات دولية اليونيفيل يصر السيد حسن نصر الله وجماعته علي أن سلاح حزب الله والمقاومة ليس للدفاع عن لبنان وحدودها فحسب‏,‏ بل للدفاع عن العرب وتحرير القدس‏..‏ فالاحتفاظ بالسلاح أصبحت له وظيفة داخلية مهمة هي الاستئساد علي الصيغة اللبنانية‏..‏ وإذا حاول أحد أن يفتح فمه فإنه يعرف تبعات ذلك‏.‏

التهديد أصبح مستمرا وملمحا بتكرار‏7‏ أيار مايو‏,‏ عندما ضرب سلاح حزب الله شركاءه في الوطن واحتل أعضاؤه بيروت وضربوا عرض الحائط بكل صيغ التعايش‏,‏ ووضعوا لبنان لأول مرة تحت تهديد فتنة سنية وشيعية مصحوبة بفتنة إسلامية مسيحية‏..‏

وصورة إيران المهزوزة إقليميا تتجدد مع كل أزمة يمر بها الوطن‏,‏ وتكشف عن الوجه القبيح للعدوانية الفارسية لمنطقتنا التي تبرز هذه المرة بوجهها الإسلامي‏,‏ وأنها تدافع عن قضايا العرب وتحررهم‏..‏
إيران لاتريد أن تتعامل مع العرب بالشكل الطبيعي المنتظر منها‏,‏ من منطلق حق الجوار والتعايش السلمي واحترام كل طرف حقوق الآخر وأن تكف أذاها عن المنطقة‏.‏

وتكشف تداعيات الموقف بعد احتلال العراق ذلك‏..‏ فتوظيف الأحزاب والميليشيات العراقية ليس لمواجهة الاحتلال‏,‏ ولكن لإخضاع العراقيين سنة وشيعة بل وتأجيج الفتنة الداخلية في العراق وتصفية الهوية العربية والتلاعب بالتنظيمات الداخلية العراقية‏.‏

وكلها تكشف عن الدور الإيراني في العراق فيما بعد الاحتلال وسقوط صدام حسين‏..‏ فلقد تصورت فرق الحكم في إيران وفرق الإعدام التي تكونت في العراق أنه من الضروري الثأر الإيراني من تداعيات الحرب العراقية الإيرانية في فترة حكم صدام حسين‏,‏ فكانت الفرصة مواتية لأن تعتبر إيران سقوط صدام علي أيدي الأمريكيين انتصارا جوهريا وعظيما لها‏,‏ فيتم توظيفه عراقيا إلي أقصي مدي بعنف إيراني لا مثيل له في ظل الاحتلال الأمريكي أفضل توظيف‏,‏ حتي تتمكن من السيطرة بالكامل علي العراق بعد رحيل القوات الأمريكية العام المقبل من العراق‏.‏

فهم يرون في سقوط صدام والاحتلال سقوطا للعراق إلي الأبد‏..‏ وعليهم أن ينتهزوه ويمثلوا بجثة العراق ويتابعوا الموقف العراقي ويراهنوا علي أن الفيتو الإيراني علي رئيس الحكومة القادم في العراق هو الذي أخر تشكيل الحكومة العراقية‏,‏ فالانتخابات لم تحسم اسم الرئيس القادم والمفاوضات والائتلافات والاتفاقيات بين الأحزاب الفائزة والمؤلفة للبرلمان الجديد لا تخضع للفيتو الأمريكي بقدر ما تخضع للفيتو والتأثير الإيراني‏..‏ هكذا هي صورة الشرق الأوسط‏..‏ والملف النووي الإيراني مفتوح للمفاوضات بينهم وبين الغرب‏,‏ بينما دولنا وشعوب المنطقة العربية والشرق الأوسط مفتوحة للتدخلات الإيرانية المعيبة‏..‏ وأصواتهم تلاحقنا عبر مأساة غزة واقتطاعها بعيدا عن الشعب الفلسطيني والدولة المرتقبة‏,‏ وأصواتهم وعدوانيتهم بل وتهديداتهم تقاطعنا عبر صوت حسن نصر الله الذي بدلا من تمثيله للمقاومة اللبنانية أصبح ممثلا للعدوانية الإيرانية‏,‏ بل ويهددنا ويهدد لبنان والعرب جميعا بالفتنة الدينية الشيعية السنية‏,‏ فلم يعد يصدقه أحد بأنه ممثل للمقاومة أو مندوبها‏,‏ فهو مندوب إيران والمتحدث الرسمي القادم باسم الفتنة التي يلوح بها‏.‏

إن الشرق الأوسط علي صفيح ساخن‏,‏ والإيرانيون ومن يحالفهم في الشرق العربي لا يرتدعون ويتصورون أن الأقليات أصبح من حقها الحكم‏..‏ ويفتحون الطريق لكي تستأسد إسرائيل علي الشعب الفلسطيني وتمنع قيام دولته‏.‏

كل ذلك وشعوبنا ودولنا تبحث عن الاستقرار‏..‏ ولكن التيارات المتأسلمة وعلي رأسها الجماعة المحظورة تطل برأسها لتدعم التوجهات الإيرانية في المنطقة‏,‏ بل ويعملون معهم جنبا إلي جنب لتهديد استقرار سوريا ولبنان والعراق واليمن‏..‏ وكل التيارات تستخدم الأوضاع القلقة في أفغانستان وباكستان لتأجيج المنطقة علي النار الساخنة نفسها‏.‏

وتريد إيران أن تنجو من العقوبات والحروب ولو علي حساب عملائها العرب الذين يجب أن ينتبهوا‏,‏ فلن يتركهم العرب والأغلبية المسلمة السنية يعبثون بالمنطقة وشعوبها‏.‏

وتلك التيارات السياسية اللعينة التي تركب القطار الإسلامي حان آوان كشفها أمام الأغلبية بلا مواربة‏,‏ لأننا الآن في وقت دقيق وصعب وحساس حيث إن قضايانا الاستراتيجية ومصالحنا تتعرض للخطر‏,‏ ولا يمكن السكوت علي ذلك‏.‏

وعلي كل القوي السياسية الحية في مجتمعنا العربي أن تتحلي باليقظة والروح الوثابة لوقف الاعتداء الإيراني علي مصالحنا‏,‏ ووقف توظيف الدين الإسلامي في القضايا السياسية وتقليب الأوضاع الداخلية بتلك الحجج الدينية التي تلبس ثوب المصالح الإيرانية ومقاومة الغرب والأمريكيين والإسرائيليين‏,‏ فالعرب عبر تاريخهم لم يسلموا قضاياهم للغير‏,‏ فلقد حافظنا علي القضية الفلسطينية حية لا تموت‏,‏ وحصلنا علي اعتراف كل العالم بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني‏,‏ ونحن الذين نحاصر إسرائيل وقادرون علي دفعها إلي التسليم بحقوق الفلسطينيين‏,‏ فهم لن يستطيعوا أن يهربوا من هذا الالتزام العربي‏..‏ والعراق واليمن لن تنقسما أو تفتتا وتفشل دولتاهما تحت معاول الضغوط والفتن التي تمثلها إيران والقاعدة وتستقوي علي العراق بالاحتلال الأمريكي‏..‏ واليمن بظروفه الاقتصادية والسياسية الصعبة والدقيقة‏.‏

وسوف نكشف العدو الذي انتهز فرصة الاحتلال وتأثيراتها ليعيث في بلادنا فسادا‏,‏ بحثا عن مصالحه أو أن يكون بديلا للاحتلال وقواه البغيضة والمرفوضة‏..‏ أما بعض العناصر الداخلية المعيبة وغير القادرة علي الفهم والتحليل والأحزاب والأفراد غير الواعين بمصالحنا الحقيقية أو الفوضويون أو أصحاب المصالح الشخصية والمفسدون في الأرض وغير الواعين بمصالحهم بعيدة المدي والذين تعاونوا مع هذه القوة العنصرية والطائفية خوفا وطمعا فإن الشعوب العربية سوف تكشفهم وتضعهم قريبا في قفص الاتهام‏.‏

انتبهوا إلي مخاطر المرحلة المقبلة فهي الأصعب في تاريخ العرب ومنطقة الشرق الأوسط لان الخطر الداخلي الموظف بالمصالح الخارجية والمتشح بالشكل الإسلامي عادة ما يكون تأثيره أكثر خطورة من الاحتلال أو القوة الخارجية وحدها‏,‏ فهو خطر مركب وشائك ويلعب لتحقيق مصالحه علي حساب مصالحنا وحقوقنا‏,‏ ليس الراهنة فقط بل ومستقبلنا كله‏.‏

وأقول‏..‏ بكل الصدق لكل الأصوات التي حادثتنا خائفة علي مستقبلها ومستقبل العروبة والهوية والدين من غزة والضفة الغربية ولبنان والعراق ولبنان واليمن‏..‏ نحن معكم ولن نترككم للأخطبوط الإيراني المتشح بالثوب الإسلامي‏..‏ وسوف نكشفه ونعريه عربيا وإسلاميا‏..‏ وانتظروا فإن القادم يحمل البشري للجميع وسوف يري الظالمون أي منقلب ينقلبون هم وتابعوهم‏.‏

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى