[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

استذكار للثورة الدستورية الإيرانية ضد الاستبداد الملكي المطلق

في الرابع عشر من شهر مرداد عام 1285 الإيراني المصادف (6 من آب عام 1906) الميلادي انهار الاستبداد الملكي المطلق أمام إرادة الشعب الإيراني المنتفض فرضخ لتأسيس دار العدالة ومجلس الشورى الوطني وهو يعتصر ألماً كأفعى جريح إلاّ أنه لم يتوقف عن التآمر فعمل جاهدًا على إسكات صوت الحرية والعدالة. ولكنّ المجاهدين والرواد في ثورة الدستورية أبدوا في المقابل مقاومة جعلت تاريخ إيران المعاصر يزدان بأسماء وذكريات رائعة لأبطال ورواد مثل ستارخان وباقرخان وميرزا جهان جير خان شيرازي (صور إسرافيل) وملك المتكلمين. وبذلك اندلع صراع بين الاستبداد والحرية في تاريخ إيران المعاصر فسالت دماء شباب الوطن في ربوع إيران فنبتت منها شقائق نعمان الحرية...

الآن يزف الوضع في إيران بشرى اقتراب الزوال المحتوم للدجل والتفرد بالسلطة في وطننا العزيز إيران، إذ إن أشرس القوى الرجعية الظلامية في تاريخ إيران أي نظام الملالي اللاإنساني بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد معركة أظهرتها المقاومة الإيرانية والشعب الإيراني تجاهه لنخلد ذكرى أولئك الفرسان والمجاهدين التواقين إلى الحرية في ثورة الدستورية كما يستحقونه وذلك بعد اقتلاع جذور التخلف والرجعية والاستبداد في إيران...

خميني نفسه كان يقول إنه خلف «الشيخ فضل الله نوري» الذي وقف بجانب الشاه «محمد علي» في ثورة الدستورية وكان من الذين أمروا بقصف البرلمان الدستوري بالمدافع. سياسيًا كان خميني وعلى طول عمره مقلدًا مؤمنًا مخلصًا للشيخ فضل الله نوري المعادي لثورة الدستورية والذي وقف بوجه مجاهدي الثورة المذكورة التحرريين وعلماء الدين الداعين إلى إقامة النظام الدستوري الذين كانوا يقيمون في كل من مدن النجف (في العراق) وقم وطهران، وكان يشهر السيف بوجه الثوار مؤيدًا ومساندًا للملك القاجاري محمد علي شاه وحرس نظامه (الذي يسمى آنذاك ب «قزاق»). وفي ذلك العهد أيضًا كان الشاه والملا والحرس (القزاق) متعاضدين ويدًا بيد لقمع المجاهدين والتحرريين تحت يافطة «المشروعة» لتكبيلهم وشنقهم في «باغشاه» (وسط العاصمة طهران) وقصف برلمان التحرريين.

ولكن أبطال الشعب الكبار والقادة العظام الطلائعيين للمقاومة الإيرانية وحرب التحرير الوطنية الثورية بدءًا من «ستار خان» (قائد ثورة الدستورية) وانتهاء إلى «حنيف نجاد» و«خياباني» قد اجتازوا جميع الممرات والمطبات مكلفين أنفسهم كل ما ترتب على ذلك من الأثمان والنتائج. إنهم كانوا فاتحي الطريق وحاليًا نحن سالكو دربهم وعلينا المضي قدمًا في هذا الطريق».
(السيد مسعود رجوي)

«إن نساء إيران ومنذ عهد ثورة الدستورية في عام 1906 التي أدت إلى اشتراط الملكية المستبدة بالبرلمان حضرن بشكل ملحوظ ساحة التطورات السياسية والاجتماعية وكن يشاركن حتى في العمليات القتالية المسلحة آنذاك. هذا وإن دخول النساء في المدارس وافتتاح المدارس للبنات وكذلك تأسيس جمعيات النساء وإصدار أول مجلة نسوية إيرانية قد تحقق كله نتيجة ثورة الدستورية في عام 1906 ومكاسبها ومنجزاتها اللاحقة... وبعد نصف قرن منها وخلال حركة تأميم النفط الإيراني في عام 1953 بقيادة الدكتور محمد مصدق رئيس الوزراء الإيراني آنذاك كانت النساء الإيرانيات من أنصار هذه الحركة حيث كن يقدمن لها تبرعات مالية سخية ومساعدات ملحوظة».
(الرئيسة مريم رجوي)

زر الذهاب إلى الأعلى