[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

مواجهة الفاسدين واجب شرعي ووطني

الواجب الوطني وحق الانتماء لهذه التربة الطاهرة – وقبل ذلك لمن أراد أن يستبرأ لدينه وعرضه، إيفاء بالواجب الشرعي أمام الله سبحانه وأمام رسوله الكريم وجماعة المؤمنين..

يقتضي وقفة وطنية أمينة ومخلصة من كل فرد في مجتمعنا كل من موقعه إزاء كل تصرف وسلوك مشبوه وفاسد يستهدف اليمن و مقدراته وأخلاقه وقيمه، وفضح مظاهر الفساد والسلوكيات الخاطئة والاختلالات المتعمدة التي لا ترعى في مواطن إلا ولا ذمة لتزيد من وطأة المعاناة وقساوة الظروف، التي يعيشها الناس في هذا الوطن، جوعا وفقرا ومرضا..وجهلا وحرمانا وهضما، دون وازع من دين أو خلق أو ضمير، في ظل غياب تام لدور الأجهزة المعنية المختطفة، وتصرفات بهذه الصفة لا تقل خطورة عن توجهات القوى الحاقدة المتربصة التي تستهدف النيل من هذا الوطن وأبنائه، إلى الدرجة التي تثير الشك في انتماء أمثال هؤلاء إلى هذا الوطن.

عتاولة الفساد وحماته الأشاوس في هذه البلاد.. استمرأوا المكاسب غير المشروعة على حساب قوت الملايين، وتمادوا في غيهم وأصروا على ضلالتهم وأصبحت مصالحهم الأنانية الضيقة هي المحركة لهم بعد أن تبرأوا من القيم وتحللوا من كل المبادئ الإنسانية.. فهانت عليهم أنفسهم ابتداء فباعوها للشيطان، وهان عليهم وطنهم وأبناء وطنهم ففسدوا وافسدوا...وضلوا واضلوا، وانتهى بهم المقام في سبيل خدمة أهدافهم المريضة إلى استخدام كل وسائل الإضرار بالوطن والمواطن وسعوا إلى زرع الفتن وخلق العداوة والبغضاء بين أبناء الشعب... لاستغلالهم والتحكم بمصائرهم وهي وسائل تدمير للمجتمعات تعتمدها النظم الشمولية والمستبدة والمستعمرة من أعداء الحياة اللئام...

ومن خلال شرذمت المجتمع وتشظيته بالفوارق الطبقية والمادية واعتماد نشر الأمراض الاجتماعية والنفسية وخلق حالة من اليأس، وإشاعة البلبلة واعتماد سياسة التفرقة المجتمعية عن طريق اعتماد أوبئة الشللية و المذهبية و الطائفية و المناطقية وغيرها من الأساليب الهدامة..ولكل منها توقيتها المناسب، فضلا عن محاربة الشعب في رزقه ولقمة عيشه " جوع كلبك يتبعك " ليسهل استغلاله، واستغلال ظروف المعيشة الصعبة وإلهائه بالبحث عما يسد الرمق بتخريب الذمم، وتبديل وتجاوز القيم.. وهي أساليب رخيصة ودنيئة لا يمكن تصورها إلا في ظروف الاحتلال الأجنبي لأي بلاد كما تحكي الوقائع والتاريخ القريب والبعيد.

وبكل الأسف كثير من هذه التصرفات والسلوكيات المشينة والعابثة الناخرة في جسم هذا الوطن المثخن بالجراح.. تصدر من متنفذين وفي مواقع اتخاذ القرار ومن مواقع أخرى رسمية عديدة وفي كل اتجاه.. ولا اشك أن من بين أهدافهم الرخيصة التغطية على فشل إدارتهم للمؤسسات التي تربعوا عليها وهم ليسوا أهلا لها من ناحية، ومن ناحية أخرى تنفيسا لعقد النقص التي لم يتمكنوا من الفكاك منها.فأضافت إليهم سوءات إلى سوءاتهم وعورات إلى عوراتهم. فظهرت للعيان، تعلن عن نفسها غصبا عنهم..بل لقد تجاوزا الحياء وأصبحوا يتصرفون بلا استحياء بعد أن فاحت روائح الفساد النتنة التي تزكم الأنوف، ونتائج الفساد الكارثية صارت ايضا ظاهرة للعيان ملموسة معاشة " عيني عينك "، " واللي اختشوا ماتوا " وبعد كل هذا الاستشراء السرطاني المخيف لغول الفساد والمفسدين، وضحاياه التي تتساقط كل يوم، بل وكل لحظة...

يا ترى أي عذر، و أي حجة لأي احد مخلص ومحب وحريص على هذا الوطن ؟ فضلا عن أي مؤمن يخاف الله يؤمن يقينا انه غدا سيقف أمام الخالق عز وجل وجها لوجه.. ترى كيف سيكون الجواب عن أمانة يتحملها الإنسان المؤمن عهدا مسئولا عنه، ونصيحة في الدين تبرئ الساحة، وكلمة حق واجب عليه أن يقولها في المنشط والمكره، والأخذ على يد الظالم، وعدم الركون إلى الظلمة، أو ليس في السكوت عن أفعال وجرائم هؤلاء خيانة لله وللوطن ولجماعة المؤمنين..؟.

إنها أمانة.. إنها أمانة وسوف نسأل عنها.. وإنها يوم القيامة خزي وندامة
وختاما.. ومع قرب حلول شهر القرآن شهر الله رمضان الكريم.. ولعل في ذلك ذكرى – للمؤمنين - اسمعوا لهذا القول والنداء الكريم " يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله، وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون "..
وفي آية أخرى " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر "..
والرسول الكريم يقول في الحديث الشهير " من رأى منكم - أي انتم يا من آمنتم ورضيتم بالإسلام دينا - منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه.. وذلك اضعف الإيمان "

اللهم بحق منزلة الشهر الكريم لديك.. نسألك اللهم أن تهلك من في هلاكه صلاح للإسلام والمسلمين.. وان تصلح من في صلاحه صلاح للإسلام والمسلمين.. اللهم من أراد بهذا الوطن وهذا الشعب الخراب والدمار والفساد والإفساد.. ونغص حياة الناس جوعا وظلما وجورا وحرمان وهضما. وحارب الناس في أقواتهم وأرزاقهم.. وشق عليهم.. أن تحبط عمله.. وتجعل تدبيره في تدميره، وتشق عليه.. اللهم انك تعلم الحال وحال شعبنا لا يخفى عليك.. انتقم له.. ممن خانوه وخانوك وخانوا أماناتهم وعهدهم.. واره فيهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين.

" كذلك أخذ ربك القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد " صدق الله العظيم

* رئيس تحرير مجلة عالم المسافر الخاصة بالخطوط الجوية اليمنية

زر الذهاب إلى الأعلى