[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

دعوة للصفح والتسامح في شهر العفو والمغفرة

هناك فرق بين المغفرة والعفو.. فالله عندما يغفر لعبده يستر عليه ويحاسبه حسابا يسيرا أي يطلع العبد على ذنوبه ويراها لكنه لا يعاقب عليها..

أما العفو فهو يمحوا عليه المعصية ويزيلها تماما ولهذا سيدتنا عائشة رضي الله عنها سألت الرسول صلى الله عليه وسلم أن إذا أدركت ليلة القدر ماذا أقول؟ فعلمها الرسول أعظم دعاء تقوله (اللهم إنك عفو تحب العفو فعف وعنا) تكررت كلمة العفو ثلاث مرات لأهمية العفو والتسامح في حياة البشر وقال لها أكثري منه في هذه الليلة العظيمة أعظم ليلة في العام كله..

ويقول الداعية عمرو خالد جاءته إن امرأة في رمضان وقالت قد عفوت على كل الناس إلا زوجي السابق لا أستطيع أن أعفوا عنه وأسامحه فقد آذاني كثيرا طوال سنتين كاملة فرد عليها لقد أوذي من هو أفضل منا أكثر من عشرين سنه رجموه بالحجارة حثوا التراب على وجهه وضعوا السلاح فوق رأسه طلقوا بناته آذوه في عرضة حاولوا قتله حاصروه وطردوه من أرضه شجوا وجهه كسروا رباعيته وقتلوا أصحابه واهل بيته فلما تمكن منهم عفا عنهم وقال اذهبوا فأنتم الطلقاء هذا مثلنا وقدوتنا في العفو والمغفرة محمد صلى الله عليه وسلم..

فهل سمعنا أو قرأنا في التاريخ أنه اعترض على أحد أو تربص به أو منّ عليه بأثر رجعي كما يفعل في عصرنا نغفر ونعفو فقط من أجل الريا والسمعة والإذاعة والإعلام فهكذا عندما نعفو يجب أن ننسى الماضي ونرمي به عرض الحائط..

فما بالنا نرى ونشاهد الكثيرين من الإخوان والأقارب والأرحام والخلان متقاطعين لسنوات عديدة ومديدة.. ألا يكفي أن نقتدي برسولنا ونبادر بالتحية والسلام لاغتنام الأجر من الله يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال فيهجر هذا ويهجر هذا وخيرهما الذي يبد أ بالسلام )..

والأخطر من ذلك يغفر اللهُ للمؤمنين في (رمضان و ليلة القدر ، ويومي الاثنين والخميس إلا المتخاصمين . قال عليه الصلاة والسلام : " تُعرض الأعمال في كل اثنين وخميس فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك بالله شيئاً، إلا امرئ بينه وبين أخيه شحناء فيقول : اتركوا هذين حتى يصطلحا) ". رواه مسلم . فلا تحرم نفسك وأخيك من مغفرة الله تع إلى .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا ، غُفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه الشيخان . وقال صلى الله عليه وسلم (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر)متفق عليه

فدعوة من القلب أن نبتهل فرصة بلوغنا هذا الشهر العظيم وذلك بأن نتعلم خلق وقيمة التسامح والعفو والمغفرة .. فالله عفو ويحب العفو أفلا نعفو ونسامح حتى يحبنا الله ألا تحبون أن يغفر الله لكم وتذكر أن من مكارم الأخلاق : أن تعفو عن من ظلمك ، وأن تعطي من حرمك ،وأن تصل من قطعك .. فالبدار البدار ولا تلفت لكثرة الأعذار..

زر الذهاب إلى الأعلى