[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

استباحات لم (تدان)

لم يعد السؤال: كم عدد الضحايا.. القتلى دون مبرر في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين؟.. أصبح السؤال: كم بقي من سكان العراق في العراق؟..

وبرز سؤال ثالث: مَنْ هو الأكثر تعريضاً لهذا الشعب بممارسات الفناء عبر القتل الجماعي.. صدام الذي كان يفترض أن يسجن منذ كان عمره أربعة عشر عاماً، حيث بدأ ممارسة الإجرام، أم الرئيس بوش الابن الذي فتح دروباً للقتل في العراق لم تكن موجودة من قبل؟..

يأتي سؤال رابع: هل من المعقول أن يكون الرئيس السوداني أكثر أهلية في المطاردة من قبل التجريم الدولي.. أم أولئك الذين صمتوا وربما باركوا قتل أبرياء عرب في السودان نفسه وفي بغداد وخلف جدران المدن الفلسطينية؟..

في الحقيقة نحمد الله كثيراً.. كثيراً جداً.. أننا نعيش حياة آمنة في مدننا وقرانا السعودية، وتلاحق قرارات الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي يعد بمحاصرة الفقر.. لكن ماذا عن جنوبنا؟.. اليمن وصراع مع القاعدة من جهة ومع الحوثيين من جهة أخرى.. وشرقاً.. العراق بأضخم مآسيه.. وشمالاً يهتز لبنان بمخاوف أن تعود حروب الشارع وصراع قيادات الأحياء السكنية..

مَنْ يقرأ توالي الأحداث ونوعيتها لا يجد أن هناك توجهاً غربياً وروسياً لإقرار السلام في هذه المنطقة التي تخصصت في وحشيات الحروب..

يروي مسؤول سابق في المخابرات الأمريكية عبر مذكراته كيف أنهم كُلّفوا بمتابعة أين سيعقد صدام حسين اجتماعه السري لمواجهة القوات الأمريكية قبل أن تدخل بغداد، ثم توصلوا إلى المكان.. هنا هل صدام سيكون وحده.. أم مع شخص واحد أو ثلاثة؟.. بالطبع لا.. وإذا أضفنا الحراسة فلن يقل التواجد عن المئة.. ومع ذلك أرسل بوش الابن طائرة دمّرت موقع الاجتماع الذي كان خالياً من صدام ومات بشر لا علاقة لهم بأي موضوع.. نفس نوعية مَنْ يقتلون الآن..

في السجل الدموي للقضية الفلسطينية نجد بروز حقيقة صارخة وهي أن «رعاية التدليل» ونمط «حضانة الأمومة والأبوة» التي تتعامل بها أمريكا وبشكل صامت أهم دول أوروبا.. إسرائيل في تصرفاتها وأحداث تاريخها.. كيف يُقتل مسالمون في مركب بحري ليس بيدهم سلاح.. لمجرد أنهم معارضون لإسرائيل.. كيف لا تصدر محكمة دولية مذكرة ضد أي وزير دفاع إسرائيلي يشاهد نموذجاً متكرراً لأب ينحني على ابنه، وكلاهما يبكي، ثم ينهي الرصاص الإسرائيلي ذلك البكاء..

ما لم تدن إسرائيل على تعدد جرائمها، ويقال لها إنها ستعامل كأي دولة شرق أوسطية فإنها لن تكف عن مواصلة جهود الإجرام التي تمارسها..

إلى أين انتهى وضع الجيش الأمريكي في العراق؟.. لماذا أتى إذاً؟..

مَنْ صمت عن وجود التطرف في أفغانستان مع بداياته لأنه كان حافزاً انتحارياً ضد الجيش الروسي فلم يحدث وقتها تعديل لذلك السلوك ومساندة لحكم موضوعي حداثي الأفكار والأعمال؟..

هل إشاعة القتل والعدوانيات تمهيد لوضع آخر؟..

هذا أيضاً موضوع آخر..

زر الذهاب إلى الأعلى