[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

ضد التنظيم وليس ضد اليمن

لا يبدو لي أن رافضي استضافة اليمن لكأس الخليج يستهدفها كدولة، مقابل قلقهم على فشل البطولة التي تبقى العلامة المضيئة الوحيدة ربما في عالم الرياضة الخليجية. على الأقل أضمن أني لست ضد اليمن، ولكني أسمح لنفسي بالتشكيك في قدرته على تنظيم البطولة.

لسنا نعيد هنا سيرة استهداف جنوب إفريقيا من قبل "أوروبا البيضاء" التي شككت بقدرة الأفارقة على تنظيم المونديال، فأحد أسباب هذا التشكيك تعالي الأوروبيين وعنصرية بعضهم، وهذا ما ألمح إليه رئيس الاتحاد الدولي سيب بلاتر.

لا أحد يُعير اليمن بفقره، ولا أحد ينظر إليه بعنصرية كما فعل الأوروبيون مع الأفارقة فعرب اليمن أصل عرب العرب، ولكن لا أحد أيضاً بإمكانه تجاوز ما يجري في هذا البلد المسكين. مسكين لأنه يعاني بسبب سوء الإدارة بدءاً من رأس الدولة.. مسكين لأنه أصبح في بؤرة صراع الولايات المتحدة ضد "طواحين الإرهاب".. مسكين لأن مجموعة من اليمنيين تحت مسمى "الحراك الجنوبي" يطالبون بتمزيق البلد والعودة إلى ما قبل عام 1990. مسكين لأن الأوضاع في الشمال غير مستقرة، ونصف الحرب السابعة توقفت قبل أسابيع، وأطرافها يتباحثون في الدوحة لتثبيت الاستقرار في تلك البقعة المسكينة من اليمن السعيد.

أحداث "لودر" استمرت لعدة أيام لأن القوات اليمنية غير قادرة على ضبط الأمن، ونهاية الأسبوع الماضي "بشرتنا" صحيفة "واشنطون بوست" أن وكالة الاستخبارات الأمريكية تعتبر جماعة القاعدة في اليمن أخطر من نظيرتها في باكستان، ولعلنا لا نحتاج إلى هذه "البشارة" لأننا نشهد بشكل يومي مقتل عدد من الضحايا من الجيش اليمني على يد من يُعتقد أنهم عناصر من القاعدة، فهل بإمكان اليمن المسكين هذا استضافة البطولة وأغلب مناطق البلاد ممزقة وفاقدة للأمن؟

معارضو تنظيم اليمن لخليجي 20، أو على الأقل بعضهم، لا يرفضون هذا التنظيم من حيث المبدأ، أي أن بإمكان اليمن أن يستضيف البطولة وفق الترتيب، أو حتى باستثناء متى، وهم سيسعدون بالسفر إلى اليمن أو العراق والاستمتاع بمتابعة البطولة متى ما استقرت الأوضاع، وهذا ما نتمنى صدقاً أن يحدث قريباً.

زر الذهاب إلى الأعلى