[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

سيناريو مفزع لمستقبل الخليج

منذ ليالٍ شاهدت في مسلسل تلفزيوني خليجي، يبث الآن سيناريو مفزعاً عن مستقبل لبلداننا الخليجية، على أساسه يصبح أهاليه من العرب أقلية منقرضة، عليها أن تمارس طقوسها الاجتماعية وعاداتها الثقافية سراً، وهو المصير نفسه الذي آل إليه “السكان الأصليون” في أكثر من بلد، بعدما استتب الأمر لأقوام أخرى استوطنت ديارهم.

وجدت في هذا السيناريو المفزع ما يتسق مع التحذيرات التي بسطتُ لبعضها في مقالاتي خلال الأيام الثلاثة المنقضية عن واقع التركيبة السكانية الراهنة في بلداننا، وما يمكن أن ينجم عنه من خيارات مخيفة .

حسب معطيات إحصائية قدمها أحد وزراء العمل الخليجيين، وهو يتحدث عن واقع الحال في بلاده، فإن هناك سباقاً غير متكافئ بين معدلات النمو السكاني للمواطنين والتي تتراوح بين 2 - 3% سنوياً، ومعدلات نمو السكان غير المواطنين والتي تبلغ حوالي 8 .6% سنوياً، أي ما يقارب ستة أضعاف المعدل العالمي البالغ 5 .1% .

وفي النتيجة نبّه هذا الوزير إلى المخاطر القانونية المترتبة على ذلك، حين لن يعود ممكناً تجاهل الالتزامات الدولية التي تلزمها بالتقيد بشروط جديدة في التعاطي مع العمال الأجانب المقيمين بيننا .

وأعطى الوزير نماذج من الاتفاقيات الدولية التي عليها تترتب مثل هذه المفاعيل، ومن أبرزها اتفاقية الأمم المتحدة لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم، التي ترسي حقوقاً للعمالة الأجنبية وأفراد أسرهم شبيهة بتلك التي تكفلها الدولة لمواطنيها من دون اعتبار للوضع الخاص في منطقة الخليج الذي يتسم بالخلل البيّن في التركيبة السكانية، حيث يشكل مواطنو هذه الدول أقلية في محيط من العمال الوافدين .

وتضمن هذه الاتفاقية حقوقاً تشمل جميع أفراد أسرة العامل الأجنبي تحت عنوان “لم شمل الأسرة”، بما في ذلك حقوق العمال الموجودين بصورةٍ غير شرعية .

ومن أبرز الحقوق الاستثنائية التي تقررها هذه الاتفاقية: “الحق في التنظيم: مشاركة العمال وأفراد أسرهم في الحياة العامة، وممارسة الحقوق السياسية، حق الإقامة ولم الشمل بأزواجهم، وكذلك بأولادهم المُعالين غير المتزوجين، الحق في التعليم مع تيسير تعليم اللغة والثقافة الأصليين، الحق في الحصول على الخدمات الاجتماعية بما في ذلك الحصول على مسكن ضمن مشاريع الإسكان الاجتماعية الحكومية لضمان المساواة في المعاملة مع رعايا الدولة” .

نحن لا نرجم بالغيب، وإنما نقدم معطيات عن وقائع مخيفة من العبث إدارة الظهر لها .

زر الذهاب إلى الأعلى