[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

معاك خمسة آلاف سلف!!

سيكون هذا العام أو بالتحديد هذا العيد في اليمن يحمل سمة ما ذكر أعلاه في العنوان من وجهة نظري ووجهة نظر الكثيرين، بسبب انه لا مكافآت ولا إكراميات ولا شيء يذكر من هذه المزايا التي يتحصل عليها الموظف

في دول الجوار والتي تم الإعلان عنها من قبل دخول الشهر الفضيل بوجود راتب شهر رمضان إكرامية رمضان وراتب عيد شهر كامل وإكرامية وعيديه ومساعدة سنوية وهذا كله في الشهر الفضيل، بالمقارنة عندنا والحمدلله رب العالمين زادت الكهرباء والمياه وارتفعت الأسعار فوق الضعف للمواد الأساسية وكل يوم نسمع أخبار التخويف والتجويع والحمدلله إننا نحصل على الرشاقة دون التفكير بعمل ريجيم أو حتى شراء معدات رياضية من أجل التخسيس فتجدنا نحن المواطنين _ باستثناء أصحاب الكروش والمناصب_ نتمتع بأننا غير كل المخلوقات أي عبارة عن عظم وجلد وشوية دم وباقي الاوادم في العالم تجد فيهم شحم وعصب ولحم وجلد يكسوها.

لديك خمسة الآف سلفة، عبارة ستدشن فعالياتها في العشر الأواخر كما هو الحاصل كل عام بين الموظفين والعاطلين والأصحاب والأقارب والزملاء وحتى الجيران وحتى صاحب البقالة والزبون وكل الناس على مستوى الساحة الشعبية، لما لماذا هي خمسة ألف فقط فالأسباب كثيرة أولا لأنك تعرف أن الشخص المطلوب والمحدد بالهدف السابق خمسة ألف ريال هو ليس بتاجر وإنما قد يكون وضعه اقرب لوضعي ولكن أفضل قليلا فمبلغ خمسة ألاف ريال لن يكون مشكلة بالنسبة له وبنفس الوقت استطيع أن اخذ من هذا خمسة ألف ومن هذا خمسة ألف ولا اهتم بكثرة المطالبين ولا اعتقد أن احدهم سيطالبني إلا بعد العيد وبالطبع اغلبهم سيعتبرها عيديه ولن يطالبني بها، وأما بين الزملاء فالموظف يطلب من المدير والمدير يطلب من اللي أعلا منه خمسين ألف واللي أعلا منه يطلب من الوكيل مائتين ألف والوكيل يطلب من الوزير خمسية ألف أو مليون وطبعا عادي كلها عيديه وسلف رمضانية وعيديه .

مساكين معشر الموظفين فهذا العام طارت الإكرامية في خبر كان ولم تعد في قوائم الانتخاب أو حتى في قوائم الحساب وأصبحت الذكريات هي أجمل ما يراود أفكاركم يوم أن أفاء الله عليكم بإكرامية العيد من زعيم دولة كذا وإكرامية من فخامة الأخ الرئيس وكانت تلك السنة خير وبركة لدرجة أن الواحد فيكم اشترى لطفله بدلتين بدل الواحدة اللي كل سنه يشتريها ويوم العيد خزن الواحد فيكم بخمسة ألف، ولو عدتم بالذاكرة قليلا فستتذكرون الجنتين وكيف كانت وكيف كان رزقهما عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له، ولكن أجاب الله دعواتنا وفرّق بين أسفارنا ومزّقنا كل ممزق وصار اليمني لا يستغرب حين يجد مكسيكي أو فليبيني أو حتى مواطن من الهملايا أو سيبيريا أصوله يمنيه، فالحمدلله على كل حال .

إذن هل الخمسة الآف ستكون هذا العام مشكلة لمن يملكون أعمالا خاصة ولديهم القدرة على إعطاء الموظفين القروض طوال العام، وهل ستتحق أحلام بعض الموظفين في صدق الخبر المزعوم والمتسرب من دون مصادر عن إمكانية صرف راتب إكرامية، وكل الوضع الاقتصادي يسمح أو خلوا الطابق مستور ومافيش داعي للخبر والدعايات وكل واحد يدبر نفسه من اقرب صاحب بخمسة ألف ريال وبايسهل الله بخمسة أصحاب طيبين وكل واحد يجيب خمسة ألف والعيد يوم وخلاص وكلا يرح له بحاله، فلا تستغربوا أن وصلتكم رسائل على الهاتف أو حتى اتصالات أو حتى رسالة مكتوبة من احد الزملاء أو الأقرباء أو الأصحاب وكل اللي مكتوب فيها بعد التحية ومزيد من الاحترام وقليل من الكلام وأرجوك لاتزعلش أشتي خمسة ألف سلف، وفوقها ثلاثة أيمان مغلطة انه بايرجعها بعد العيد، وكأن العيد سيأتي عليه بالمال أو كأنه موسم لجني الأموال وليس لصرفها في كل ما هو مطلوب أساسي وثانوي ولكن عادي هي خمسة ألف ريال مش خمسة مليون.

مرسى القلم : رحماك إلهي إني أرجو يارب رضاك أملي أن ترفع عني همّي من فيض عطاك.
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى