[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

هل نحافظ على حسناتنا بعد رمضان؟

الله يريد ان يتوب علينا في رمضان خاصة وباقي الأيام عامة فصفد عنا الشياطين وضاعف لنا الأجور وخصنا بليلة القدر قيامها بأجر العمل في العمر كله ويعتق رقابا من النار في كل ليلة فيه بإذنه سبحانه.

ولاشك أن كل إنسان ضاعف جهده في رمضان فصام وقام وفطّر وتصدق وزكى وفعل الخيرات وتقرب بأنواع الطاعات وكسب ثوابا كثيرا بإذن الله

لكن يبقى السؤال هل سنحافظ على هذا الأجر والثواب بعد انقضاء رمضان أم نكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا والعياذ بالله..

للأسف كثير من الناس يعودون على ماكانوا عليه قبل رمضان فيعود للغيبة والنميمة وللقيل والقال ويضيع الجماعات ويشاهد سيء الفضائيات ويبحث عن المشكلات ويفتعل الأحقاد والخصومات وتعود حليمة لعادتها القديمة..

ولا يدري أنه يوزع حسناته الهائلة التي جمعها في شهر الصيام و التي لايعلمها إلاّ الله فيوزعها ويصرفها حتى إذا فنيت وانتهى رصيده اخذ من سيئات الآخرين ووضعت عليه ويكون بذلك قد أفلس وخسر الفوز في الدنيا والآخرة..

فعن أبى هريرة رضي الله عنه، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال { أتدرون من المفلس ؟} قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال : { إن المفلس من امتى من ياتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاه، وياتى قد شتم هذا، وقدف هذا، واكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فان فنيت حسناته قبل ان يقضى ما عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار}. لاحظ من الحديث الرصيد كبير ولكن لم يحافظ عليه..

والخلاصة : ان أنه ليس الكفار هم الذين يدخلون النار فحتى من المسلمين من يدخلون النار أيضا بسبب عدم المحافظة على حسناتهم فيصرفوها بكثرة الذنوب والغفله بل أن أول من تسعر بهم النار هم من المسلمين (منفق – وقارئ للقرآن – ومجاهد في سبيل الله ) في ظاهرهم الصلاح ولكنهم معجبين بأنفسهم مرائين بأعمالهم.

فيجب علينا أن نراجع انفسنا ونتعهد إخلاصنا ونحافظ على حسناتنا عسى ربنا أن يتقبلنا..

زر الذهاب إلى الأعلى