[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

تفكيك اليمن

يتعرض اليمن لمخطط يرمي إلي تفكيك هذا البلد العربي‏,‏ وتحويله إلي دولة فاشلة علي غرار الصومال‏,‏ ومن ثم يتم توزيعه علي دول وجماعات وفصائل‏,‏ فيتحول مرة أخري إلي بؤر للإرهاب‏,‏ وللجماعات المتطرفة‏,‏ وللدول الساعية إلي الهيمنة الإقليمية‏.‏

يتعرض اليمن لمخططات ترمي إلي تمزيقه بادرت إليها جماعات الحوثيين المدعومة من إيران‏,‏ ثم ظهر تنظيم القاعدة وبدأ ينشط ويفرض سيطرته علي مساحات متزايدة من أراضي اليمن‏,‏ وبدأ كل منهما يستفيد من نشاط الآخر‏.‏ فتنظيم القاعدة استغل انشغال الجيش اليمني في محاربة الحوثيين.

ووسط هذه المشكلات والصراعات‏,‏ نشط الحراك الجنوبي مجددا مطالبا بالاهتمام بالجنوب ووضعه علي خريطة التنمية‏,‏ والتوقف عن السياسات التمييزية المتبعة ضد الجنوب‏,‏ ونظرا لغياب التواصل مع الحكومة المركزية‏,‏ بدأت عناصر في الحراك الجنوبي تطرح مطلب الانفصال واستعادة جمهورية اليمن الجنوبي مجددا‏,‏ وقد أدي تراكم هذه الأزمات إلي أن بات اليمن كدولة علي مشارف الفشل‏.‏

بات اليمن كدولة عرضة لأن يعلن كدولة فاشلة‏,‏ وهو الأمر الذي حذرت منه تقارير دولية عديدة وشدد عليه أيضا الاجتماع الذي عقده منتدي أصدقاء اليمن الجمعة الماضية في نيويورك إبان اجتماعات الدورة الخامسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة‏,‏ فقد حذر الاجتماع من المخاطر التي سوف تترتب علي تحول اليمن إلي دولة فاشلة‏,‏ وقد بادر إلي هذا التحذير وزير التنمية الدولية البريطانية آلان دنكان‏,‏ الذي حذر من مخاطر كبيرة علي اليمن والمنطقة والعالم بشكل عام إذ انهارت الدولة في اليمن‏..

قد ناقش المنتدي تحركات الدول المانحة من أجل اليمن‏,‏ والدعم الذي يفترض أن تقدمه لبرنامج إصلاحات سياسية واقتصادية وأمنية‏.‏ وفي تقديري أن استمرار الصراع في اليمن‏,‏ الذي يقع علي أطراف الجزيرة العربية‏,‏ ويشرف علي المدخل الجنوبي للبحر الأحمر يمثل خطرا شديدا علي الأمن والاستقرار في المنطقة كلها‏,‏ ناهيك عن تعرض دولة عربية عريقة للتحلل والتحول إلي دولة فاشلة‏,‏ لكل ذلك أحسب أن المسئولية الأولي عن التصدي لهذا الوضع تقع علي عاتق العرب وجامعتهم التي تنشغل الآن بكثير من القضايا الوهمية‏.‏

زر الذهاب إلى الأعلى