حينما نكون بعيدين عن الصورة نراها أكثر وضوحا، وعندما نكون خارج الملعب نسيطر على اللعب أكثر من اللاعبين، وكم مرة رأينا مدرب الفريق خارج أرضية الملعب في حالة قصوى من التوتر وشد الأعصاب! ولو أنه كان يلعب داخل أرضية الملعب لاختلف الأمر كثيرا.
هكذا نبدو حينما نكون بعيدين من مشكلة ما، وإذا عشنا أحداثها وتفاصيلها وتورطنا فيها ربما تغيرت نظرتنا تماما وتصرفنا على عكس ماكنّا نظن، لأن من السهل جدا أن نحلل وننظّر ونحن بعيدين عن قلب الحدث، ونزيد على ذلك أيضا إصدار الأحكام: فهذا مخطئ والآخر مصيب، ونؤيد هذا الرأي ولا نؤيد ذاك، ونتّهم فلانا ونلوم علاّنا.
وتجدنا ننكمش حينما يوكل ذلك الأمر إلينا فنختلق الأعذار ونبحث عن المخارج، لكننا نبقى واقفين كي نراقب من بعيد ثم ننتقد ونعيب.
هكذا حالنا نحن اليوم! فيما غيرنا يستغل مثل هذه الثغرات ويهتبل مثل هذه الفرص. ويبقى السؤال: متى نرى الطحين؟ فقد أصمّت الجعجعة آذاننا!!