[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

إغلاق نافذة سقطرى

قرار الخطوط الجوية اليمنية إيقاف رحلاتها إلى جزيرة سقطرى مؤشر سيِّئ، خاصة وأنه جاء ليعيد العزلة من جديد إلى منطقة هي في الأصل معزولة عن اليمن لأشهر عدّة بسبب التغيِّرات المناخية، حيث تقفل المدينة أمام حركة الطيران وينقطع سكانها عن اليمن والعالم طوال هذه الأشهر.

لست أدري ما الحكمة من وراء وقف رحلات "اليمنية" إلى جزيرة سقطرى، فإغلاق نافذة سقطرى الوحيدة إلى العالم يعني إغراق الجزيرة في مزيد من الأزمات، فالكل يعرف أن الخدمات في هذه الجزيرة لا تزال متدنية، إذ أن غالبية سكانها يلجأون إلى ثلاث مناطق للعلاج، بالإضافة إلى الخروج إلى العالم، وهي: حضرموت وعدن وصنعاء، وإيقاف الرحلات من قبل "اليمنية" من وإلى جزيرة سقطرى يعني الموت البطيء للسكان.

على الحكومة أن تدرس الأسباب التي دفعت بالناقل الوطني إلى إيقاف رحلاته إلى جزيرة سقطرى ومحاسبة من يقف وراء ذلك، خاصة وأن هناك توجهاً لدى الدولة لتشجيع السفر إلى جزيرة سقطرى التي لا تزال بكراً في مجال السياحة وتحتاج الدولة إلى تشجيع الناس للسياحة فيها لا إغلاقها أمام حركة السياحة والسياح.

قرار إغلاق نافذة سقطرى هو بمثابة حصار يفرض على حركة الناس هناك، وأخشى أن يكون هذا القرار مدروساً لتضييق الخيارات على سكان الجزيرة الذين ستكبر معاناتهم مع انقطاع تواصلهم مع وطنهم ومع العالم، إذ أنه عوضاً عن أن تزيد "اليمنية" من رحلاتها إلى الجزيرة تقوم بتقليصها وإلغائها، وهو قرار يتنافى مع شعار الدولة الرامي إلى "تشبيك الوطن".

إننا نتمنّى أن تعيد الخُطوط الجوية اليمنية النّظر في قرارها المتصل بوقف رحلاتها إلى جزيرة سقطرى، ليس فقط هذا، بل نتمنّى عليها أن تزيد من رحلاتها إلى الجزيرة وتروِّج لها بشكل يدفع الناس إلى زيارة الجزيرة للإطلاع على الحياة فيها والتي أسرت قلوب الزائرين، خاصة الأجانب إليها خلال السنوات القليلة الماضية، أما قرار وقف الرحلات إلى جزيرة سقطرى فإنه لن يزيدها إلا عزلة عن اليمن وعن العالم أكثر وأكثر.

وعلى السلطة المحلية في الجزيرة الضغط على الشركة الناقلة لإعادة رحلاتها السابقة والعمل على زيادتها، ففي ذلك مصلحة للجميع، خاصة في ظل تدني الخدمات المقدّمة للسكان في الجزيرة، ففي عودة الرحلات الجوية المنتظمة من قبل الخطوط الجوية اليمنية إلى الجزيرة إعادة لفتح نافذة سقطرى على اليمن والعالم.

زر الذهاب إلى الأعلى