لماذا استقبل (بوش) بالرصاص وودع بالاحذية في العراق واستقبل بالورود في لبنان؟
الزيارة التي بدأها ( بوش ) إلى لبنان اليوم 10/13وما احاطها من استقبال منظم بدقة مخابراتية واضحة لم يحظى به اي زائر للبنان منذ عقود أثارت العديد من الاسئلة الساخنة والحائرة في عقول الناس في لبنان والمنطقة كلها ، ومنها السؤال الذي وضعناه عنوانا لمقالنا ، وترجمته الدقيقة هي التناقض الواضح جدا بين استقبال بوش في العراق بعد احتلاله ، حيث حشر هو ومن جاء محميا بدباباته إلى العراق ليحكمه في منطقة قتل مدمرة اسمها ( المنطقة الخضراء ) لم تستطيع أمريكا الخروج منها حتى في العام الثامن للغزو فاجبرت على الاعتراف بان هزيمة العراق مستحيلة وتوج ذلك بتوديع بوش بالاحذية ، وبين استقبال (بوش) في لبنان المحتل ايضا اليوم خصوصا في الضاحية الجنوبية المعقل الرئيسي لانصار (بوش) ، وجنوب لبنان ، والتي حققت له ما اراده قبل غزو العراق وهو ان تستقبل القوات ( الأمريكية ) والرئيس (الأمريكي) بالورود فوجدنا بشر من لبنان يستقبلون بوش استقبال رئيس لبناني منتصر ، ويرفعون اعلام الولي الفقية العملاقة في ظل غياب اعلام لبنان ترحيبا ببوش!
لقد وجد بوش في لبنان من يرمي عليه الورود والرز فيما علقت صور عملاقة له ولمؤسسي أمريكا الاوئل أية الله روح الله خميني ( قدس الله سره وعمر قبره ) وخليفته أية الله والمرجع الاعلى لكل المحافظين الجدد في العالم علي خامنئي ،وزاد قلب بوش فرحا وغبطة ربانية عندما رمت عليه الجماهير المحتشدة الورود والرز فعوضه ذلك عن الاستقبال الدموي له في العراق والذي توج بتوديعه باحذية عراقية رماها عليه عراقي اسمه منتظر الزيدي لم تعجبه خصلة بوش المنحدرة من تحت عمامته السوداء ورأى فيها غرور المحتل وصلفه .
هذه الحالة لفتت انتباهي كما لفتت انتباه كل المراقبين ، وحثتنا على تفسيرها وتبيان الفرق بين ما حدث في غزو العراق وما حدث ويحدث في غزو لبنان . والمدهش في الامر ان الاختلاف وقع رغم وجود الاحتلال الأمريكي في كل من العراق ولبنان ، وهنا طرح سؤال فيه الكثير من التشكيك وهو : ما الفرق بين احتلال أمريكا للعراق واحتلال أمريكا للبنان ؟
بعد البحث والتقصي الدقيقين توضح ما يلي : في حالة احتلال العراق فان ادوات الاحتلال كانت تواجه نظاما وطنيا قويا ومتمرسا وله جماهير واسعة تدعمه لذلك فان من هيأ لاسقاطه ( اضطر – طبعا رغما عنه لانه وطني حتى العظم ) لطلب الدعم الأمريكي – البريطاني المباشر والصريح من اجل ( تحرير العراق ) من اهله مع ان أمريكا تعد عمليا ورسميا الداعم الرئيسي لعدو العرب الاول الكيان الصهيوني ، فماذا حصل ؟ اسّود الوجه القبيح اصلا لما سمي ب ( المعارضة العراقية ) وتصخمت ملامح افرادها لدرجة لم يعد الطفل يعرف اباه من شدة سواد وجهه ، ووضعت نفسها في خانة محتقرة اسمها خانة العملاء ، فعجزت عن كسب الجماهير العراقية وعوملت من قبل الشعب العراقي على انها عبارة عن حثالات وجواسيس لقوى استعمارية معادية لقضية العراق والامة العربية .
من هنا فان أمريكا اضطرت لتحمل العبء الاكبر للصراع في غزو العراق ، فيما تحولت المعارضة ، من اداة كان مفروضا ان تكون فعالة في اعادة بناء الدولة في العراق لتكون قوية بما يكفي لقمع المقاومة الوطنية للاحتلال ، إلى كتل تحتاج للحماية الأمريكية من غضب الشعب العراقي .
اذن في العراق كان الصراع صراعا تحرريا كلاسيكيا بين احتلال أمريكي صريح ويعتمد على عملاء وجواسيس مكشوفين وبين مقاومة عظيمة وفريدة في طبيعتها وتكوينها وانطلاقتها وضعت أمريكا بين فكي اسد ثابت الجنان ، فكان من الطبيعي ان يستقبل الشعب العراقي بوش بالرصاص ويودعه بالاحذية .
اما في لبنان فان مخابرات ( بوش ) وباشراف المرجعية الملية الاعلى له وضعت خطة ذكية ودقيقة عبرت عن نجاح استخباري شديد الاهمية ، حيث ان ( جلبي لبنان ) لم يسمح له بعقد أو حضور اجتماعات في لندن وتحت اشراف جورج الدوني المبعوث الأمريكي الرسمي ، ولم يسمح له باقتناء ساعات الرولكس ولا مطاردات عاهرات من الدرجة العاشرة ، كما وصفت مادلين اولبرايت زعماء المعارضة العراقية ، ولم يشتري بالملايين من الدولارات التي قبضها فيللا فخمة في حي سيري في لندن ، كما فعل الجعفري وغيره ممن يدعون الان انهم ضد الاحتلال ويتطاولون على المجاهدين ، بل اعد جلبي لبنان بطريقة منظمة قامت على اساس انه مجاهد من اجل قضية مقدسة ونفذ عمليات تعطي انطباعا قويا بانه يجاهد ضد الكيان الصهيوني .
وهدف فرع المخابرات الأمريكية في قم ان لا يكرر من اعد للبنان الاخطاء القاتلة للمعارضة العراقية والتي اثبتت الاحداث اللاحقة انها لم تكن معارضة بل كان اعضاءها مجرد سماسرة وقوادين يبيعون وطنهم العراق ، بل تشددت محطة المخابرات الأمريكية في قم في منع هؤلاء من ارتكاب اخطاء سماسرتها وقواديها في العراق وقررت ان تمنحهم لقبا محترما ومؤثرا في نفوس العرب وهو لقب مقاوم للاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان وغسلت ادمغتهم في معسكرات اقامتها لهم في شارع ولي العصر في طهران ، ودربتهم افضل تدريب على القتال ، واطلقت على تنظيمهم في لبنان اسما ( مقدسا ) هو حزب اللات ، واقنعتهم بان الجنة تحت اقدام المرجعية الملية في المركز الديني للمحافظون الجديد وهو قم المقدسة ، وعليهم طاعتهم بصورة عمياء من اجل الحصول على فرصة دخول مباراة جائزة الاوسكار لاحسن فيلم يستدر الدموع دما حقيقيا من عيون الناس .
وبعد اكمال دوراتهم في شارع ولي العصر استقدم بوش هؤلاء وطلب منهم خوض عمل مسلح مع قوات الاحتلال الصهيونية لجنوب لبنان من اجل تحريره ، وكان من يقاتل يظن انه يقاتل من اجل ان ينال جائزة الاوسكار وهي مفتاح خميني لدخول الجنة ، في حين ان بوش كان ينفذ قرارات ( مجمع مصلحة الامام ) ومنها قرار تحويل لبنان إلى قاعدة أمريكية ولكن بطريقة تجعل الناس يطالبون باقامتها رغم انها قاعدة أمريكية استعمارية . وبتحرير الجنوب تحول جلبي لبنان إلى شخص اكتسب لقب ( مجاهد ) ونزع صلعته ولبس عمامة سوداء وترك خصلة شعر ، من باروكة مصنوعة من شعر اطفال العراق ، تتدلى من تحتها برشاقة واغراء متعمدين فوق جبينه ، وادخل دورة كاملة للنطق كي يلثغ بحرف الراء اقتداء بفالنتينو ساحر النساء .
والغريب ان ( بوش ) كان يصر على متابعة عملية اعداد حتى ( اللمسات الانثوية ) للفيلم واختار بنفسه من سيكتب عن الفيلم نقدا فنيا ويرفعه للسماء ، وكان العامل الحاسم في ذلك هو ضبط العنصر الدرامي في الفيلم وتجنب دخول اي مخرج هندي يفسد الفيلم بالاكاذيب والمبالغات والعنتريات العربية الرسمية غير المعقولة ، واستعار بوش مخرجين فرنسيين من المدرسة الواقعية في السينما لمساعدته على اعداد فيلم حقيقي يستخدم الرصاص الحقيقي وليس الرصاص الخلب ، وتسيل فيه الدماء ويتقدم الاستشهاديون ويموتون فعلا ويسقط جنود الاحتلال الاسرائيلي كما يسقط الاستشهاديون . وتلك كانت اول مرة في ( هولي وود ) ينتح فيها فيلم فيه معارك حقيقية في جنوب لبنان ويستخدم فيها رصاص حقيقي ويسيل دم حقيقي من اجل ان ينال المرجع الملي ثقة الجمهور ويمنحه لقب اعظم مخرج واقعي في العالم ، وبعد هذا الفيلم الواقعي انتج ( فيلم 11 سبتمبر ) ايضا بنفس الطريقة الهولي وودية المبهرة ولنفس الغرض التمهيد لغزو العراق .
وحينما تعثر بوش في العراق ووجد نفسه في مأزق خطير نتيجة افتضاح الطبيعة الاحتلالية لغزو العراق مما يهدد بسقوط المشروع الامبراطوري لحوزة قم خصوصا بعد ان امر ( بوش ) المتلفع بعباءته في قم ، جيش المهدي في العراق بتغيير الطابع الطائفي لبغداد في بداية عام 2006 من اجل اكمال المشروع التقسيمي للعراق فازاداد وجه قم قبحا وقيحا ، وهكذا كان لابد من استعارة ماكيير فريد من هولي وود ليجمل وجه إيران ويحافظ على عرش الطاووس الذي يجلس عليه بوش ، ففجرت العمامة السوداء في لبنان قنبلة عام 2006 وكان بوش الجالس على عرش الطاووس يريد منها جعل حبيبه في لبنان ( سيدا للمقاومة ) وليس ( مجاهدا ) فقط فيستولي على قلوب العرب المشبعين بالهزيمة ، وكانت حرب 2006 محض اعداد وممهد حتمي لغزو لبنان ولكن باسم تحريره من الاحتلال ! كان من الضروري ان يبدو من سيحتل لبنان ( محررا وليس غازيا ) حسب تعابير الجنرال البريطاني مود عندما غزا العراق في مطلع القرن الماضي ، وكانت الخطة هي التضحية بالغزو الاسرائيلي من اجل غزو بوش للبنان وربط بيروت باوامر قم حيث يتربع بوش على عرش الطاووس ، وبذلك تستكمل استدارة وجه البدر الفارسي – وليس الهلال الشيعي - ويبدأ بالاشعاع من لبنان إلى العراق !
وكانت مخابرات بوش تريد استبدال دعم العرب للمقاومة الحقيقية في العراق بمقاومة هامشية في لبنان ولكن كان يجب كما قلنا مشاهدة فيلم ينتمي للمدرسة الواقعية ويبتعد كليا عن المدرسة الهندية في الاخراج ، ونجحت الخطة وراينا اعظم فيلم واقعي ساحت في دماء حقيقية من لبنانيين واسرائيليين لاول مرة في تاريخ السينما في العالم . ورغم انه كان فيلما عظيم الاعداد والاخراج الا انه لتماهيه مع الواقع عد فيلما وثائقيا خطيرا ، وهذا بالضبط ما اراده بوش الجالس في عرش الطاووس في قم المقدسة ، تفجرت الجماهير العربية حماسا دعما للعمامة السوداء واعجابا بخصلة صاحبها المترنحة والمزيتة بعرقه وهو يطلق شعارات حبيبة على قلبي وقلب كل عربي ، ونسى أو تناسى الكثيرون ان المقاومة في العراق هي التي تقاتل أمريكا حقا وليس أيات الله في قم الذين انخرطوا في ( جيش العلقمي ) الذي كان اهم من انجح غزو العراق وابقاه حتى الان ، ولا تلميذهم وعبدهم المطيع في لبنان والذي يعلن عبوديته بفخر كلما قبل يد سيده خامنئي وتدلت خصلة شعره وهو ينحني .
لقد اكتملت عناصر خطة تنفيذ غزو للبنان لا تستخدم فيه الدبابات ولا المدفيعة بل بخطة نفسية يتم بموجبها اغراق عقول الناس بتدفق عواطف الثأر من عصور الهزيمة بالتمسك بنصر حرب 2006 وتزرع في عقول الناس فكرة اننا انتصرنا في لبنان وان من انتصر هو ( سيد المقاومة ) وتلميد أيه الله العظمى والمرشد الاعلى جورج بوش ، لذلك له الحق في التحكم في لبنان وتقرير مصيره وخياطة افواه من يتجرا من اللبنانيين على قول ( نحن لبنانيون ولسنا نسل اسماعيل الصفوي ) . الم يحرر جنوب لبنان وينتصر على اسرائيل في حرب 2006 ؟ اذن بما ان التاريخ يكتبه المنتصر فهو يستحق ان يكون المسئول الاوحد عن تقرير مصير لبنان وعلى الجميع ابداء السرور بقتلهم بسلاح المقاومة ، وهل يوجد شرف اعظم من الموت بسلاح المقاومة ؟
وهنا وجد من يتبع بوش في لبنان لكنه ليس كمن اتبع وخضع لبوش في العراق ، ففي العراق كان العدو نظاما وطنيا لذلك لم يكن من وضع نفسه في خدمة الاستعمار لاسقاط نظامه الوطني مؤهلا لينال اكثر من لقب جاسوس حقير أو مرتزق وضيع ، اما في لبنان فان من عارض وقاتل عارض وقاتل اسرائيل وهي العدو ولم يعارض أو يقاتل نظاما وطنيا في لبنان ، ولذلك فان من (انتصر ) عليها يستحق دعم قطاعات كبيرة في لبنان .
هكذا بدأت الفصول الاخرى من فيلم نال افضل جوائز الاوسكار للقرنين العشرين والحادي والعشرين ، وهو فصل انتقال جلبي لبنان المعمم بلثغته الحلوة من مقاتلة اسرائيل إلى استغلال سمعته الطيبة للسيطرة على لبنان كله تدريجيا تحت شعار استمرار وحماية المقاومة وابقاء سلاحها مسلطا على رؤوس كل اللبنانيين ، فيقينا ان تحرير مزارع شبعا اهم من تحرير العراق واهم من تحرير فلسطين واهم من سيادة لبنان واغلى من حياة كل الشعب اللبناني واكثر قدسية من كل الاراضي اللبنانية ، ويقينا اعظم ان طاعة ولي الفقية اهم من طاعة شعب لبنان وتقبيل يد خامنئي اهم من تقبيل حروف القران .
في ايار من عام 2008 احتلت بيروت ، رمز الكرامة والسيادة اللبنانية الاهم ، من قبل من شكل قوته واكتسب سمعته من مقاتلة اسرائيل وتحرير جنوب لبنان ! مفارقة جهنمية قاتلة : يحرر الجنوب ليصبح ( سيد المقاومة ) لكنه يحتل بيروت وكأن الاحتلال حرام على اسرائيل وحلال على من ( مكته ) في قم ! قتل العشرات من اللبنانيين مع انه كسب دعم بعض اللبنانيين بقوة شعار حماية اللبنانيين من القتل برصاص اسرائيلي وكأن القتل برصاص اسرائيلي حرام فيما القتل برصاص بوش قم حلال !
لماذا احتل بيروت ؟ ولماذا سفح دم عشرات اللبنانيين ؟ الجواب بلثغة لسان فارسي هو حماية سلاح المقاومة وابقاءه جاهزا لسحق كل من يريد ان يقول للامبراطور انك عار ، ليعوّد اطفال لبنان على الخرس وفقدان النطق حينما يرون بوش يسير في جنوب لبنان عاريا كما خلقه الله لكن مع ذلك ورغم ذلك يجب الحرص على امتداح ثياب الامبراطور ومنع اي طفل من الاقتراب من الامبراطور كي لا يراه عاريا ويهتف ببراءة الاطفال : انظروا ان بوش قم عار ، وان عضوه يتراقص بين اعلى ساقيه !
مرة اخرى لم يكن الدم في فصل غزو بيروت في ايار 2008 صبغا احمرا كما في الافلام الهندية بل كان دم الفيلم بشريا حقيقيا ، وانتقل منذ ذلك الوقت ( سيد المقاومة ) إلى مرحلة اعداد لبنان لتقبل غزو تقوم به العمامة التي حررت الجنوب وخاضت حرب 2006 ، وكسبت بتلك الانجازات دعم من سيقف فيما بعد ليهتف لبوش المنتشي بتراقص ما بين اعلى ساقيه : عاش الامبراطور الورع والتقي ومنظر التقية .
زيارة بوش للبنان يوم 13 / 10 / 2010 كانت اول زيارة للرئيس الذي احتل لبنان ببندقية دخلت لبنان بحجة حمايته وتحرير جنوبه ومقاتلة اسرائيل ولكنها وبعد ان انتشرت وصارت اقوى من بندقية الدولة وصار لها انصار كثر بفضل اكبر عملية خداع استخباري اطلقت عليها تسمية رمزية هي ( دحر اسرائيل ) تحولت إلى غزو لبنان باسم المقاومة وليس باسم احمد الجلبي ! وهذا هو الفرق بين غزو العراق وغزو لبنان . كان المكسب الاعظم لبوش هو النجاح في كسب الاف الناس في لبنان وخارجه واقناعهم بان عمامة صاحب الخصلة المتراقصة فوق جبينه المتعرق دوما ليست صلعة الجلبي بل هي عمامة امام يقود المؤمنين لقتال الكفار والاستعمار ، وتلك عملية ناجحة بكل المقاييس نفذها ممثل قدير يستحق بجدارة كاملة اعظم جوائز الاوسكار .
هل علمتم لم استقبل بوش في بيروت بالورود والرز بينما استقبل في العراق بالرصاص وودع بالاحذية ؟ يقينا ان الاغلبية المظلومة والصامتة بالقوة في لبنان تخشى سلطات الاحتلال الأمريكية التي كممت افواه الرئيس اللبناني وجعلت فرائص رئيس الوزراء اللبناني ترتعد خوفا وهو يتخيل ان جسده يتمزق كما تمزق جسد المرحوم والده ، الغزو الأمريكي للبنان لم يعد بعد زيارة بوش التي اعلن فيها بلا تردد انه سيد لبنان ، سرا مخفيا فالكل يعرف ان لبنان محتل ولكن الكل ايضا صامت بقوة سلاح (المقاومة) والقهر سيد قلوب اللبنايين الاحرار .
خطبة بوش في الضاحية الجنوبية اعلان عملي عن احتلال لبنان ومن لم يفهم الرسالة محكوم عليه بالبقاء غبيا ولا مكان للاغبياء في عالم الخبثاء اصحاب التقية من الجيتو اليهودي إلى بروتوكولات حكماء فارس .
وسواء كان الفيلم هنديا انتج في بولي وود باكاذيب لا يصدقها الا حشاش أو طفل غر ، أو أمريكيا انتج في هولي وود باكاذيب تمررها نظريات علمية تحت تسمية ( الخيال العلمي ) ، أو واقعيا انتج في فرنسا برتابة تكاد تخلو من اي اثارة ، فان لكل فيلم نهاية يعرف المشاهد بعدها انه كان يشاهد فيلما مهما انفعل به وتفاعل معه ، وتأتي نهاية الفيلم دائما لتكشف الفرق بين الحقيقة وشبحها . واليوم ما ان القى بوش خطابه في بيروت وسط حشد كبير وتحدث كما تحدث ممثله في العراق بول بريمير بصفته حاكما للعراق ، فان نهاية فليم بوش في لبنان بدات ، والمثل يقول ( عندما يغضب الله على النملة ينبت لها اجنحة ) لتطير وعندها تلتقطها العصافير وتلتهما بسرعة ، وبوش بزيارته للبنان طار وحلق بعيدا عن عشه في قم وبدأت العصافير تحوم حوله لالتهامه .
إيران بوش نبتت لها اجنحةوبدأت تحلق اعلى مما تتحمل اجنحتها .
انتظروا الصرخات من قم قريبا وركزوا بصركم على البيت الابيض في شارع ولي عصر في طهران سترون ذوي العمائم السود يخرجون راكضين بلا عمائم ولا ملابس تحت نثيث ثلج طهران الذي يجمد ما بين سيقان الملالي ، وعندها سترون صاحب الخصلة واللثغة يغني في مكان لن تتخيلوه ابدا . فقط انتظروا .
Almukhtar44@gmail .com
13 /10 /2010