[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

خليجي عشرين بين جاهزية اليمن وشكوك الآخرين

الجهات الرسمية الحكومية اليمنية والجهات المعنية بالإعداد والتهيئة لاستقبال المهرجان الكروي الخليجي الكبير لا شك أنها بذلت جهودا كبيرة خلال فترة قياسية غير معتادة , ليس فقط من اجل الترتيب السليم للحدث ولكن من اجل رسائل أخرى عديدة أهمها تعزيز أواصر الإخاء والمحبة بين أبناء اليمن وأشقائهم في الخليج العربي , ومن ثم التأكيد على قدرة اليمن على استضافة حدث رياضي كهذه البطولة الخليجية , ورسائل أخرى ربما أبرزها الجانب الاستثماري ومناخاته المطلوبة ...

ورأينا وشاهد الجميع ما أنتجته وأفرزته درجة الاهتمام غير الاعتيادي الذي لم يسبق وان توجهت الدولة بكل إمكاناتها وجهودها. فضلا عن اهتمام القيادة السياسية وإشرافها المباشر على ذلك , .... بل ربما أنتجت تجريع الملايين من البشر في هذه البلاد ويلات جرع سعرية تمت على نار هادئة لتصطلي بنارها الجماهير التي ستصفق بحرارة لفعاليات البطولة نقول ربما , وانتم سادرون تتجادلون حول نلعب هناك أو لا نلعب .. يا جماعة العبوا غيرها.

كل ذلك لم يشفع لليمن أمام الآخرين الذين ظلوا يختلقون الحجج والأعذار باستحياء تارة وبالتصريح تارة أخرى ..وتلميحا بالتهديد من تأجيل أو نقل موقع البطولة ... وأحيانا السخرية والنظرة المتعالية التي لم نتعلم أبدا منها عبر كل السنين والأحداث , ويتحمل اليمانيون الكثير والكثير .. ثم كل ما اقترب موعد انطلاق الحدث إذا بالبعض رغم التأكيدات الرسمية والزيارات الميدانية والضيافات المتعددة والتجوال هنا وهناك ما زال يسير على نفس المنوال في التشكيك والتحذير والتخويف !... ولم يقف الأمر عند ذاك ... بل هذه المرة نسمع عن دعوة بعض هؤلاء لأن تبدي اليمن وتعلن بنفسها اعتذارا عن عدم قدرتها على الاستضافة .. والبعض الآخر يتحجج بالوضع الأمني وعدم استقرار الأوضاع برمتها ... ويا للعجب ! فهم يعلمون ويدركون تماما ما تواجهه اليمن من تحديات أمنية هي ليست وليدة اليوم أو الأمس القريب ..

في الحقيقة – وحسب ما نعتقد – أن التعبئة غير السليمة للجيل العربي في خليجنا الحبيب لم تقتصر على نظرة وقتية من الاستهزاء والاستخفاف باليمن واليمنيين .. ورغم كل ما حدث ويحدث ما زال اليمنيون الكرام والأباة يمدون يد المحبة والتقدير لكل الأشقاء وهاهم يرفعون لافتات الترحاب في قلوبهم قبل شوارعهم وميادينهم ..

وصحيح في اليمن مشكلات كثيرة وتحديات ربما لم تحسم لسبب أو لآخر... ولربما من الواجب على الأشقاء الوقوف إلى جانبها ومساعدتها على اجتياز أزماتها خصوصا الاقتصادية منها والتي عكست نفسها على كل مناحي الحياة ... ومنها الناحية الأمنية , وهو ما أعلنوا عنه في أكثر من مناسبة ... ثم أين مقولة أمن اليمن من أمن الخليج ؟.. وان اليمن يمثل عمقا للخليج ...؟ ثم ما مصير الصندوق الخليجي الذي اقترحوه لإخراج اليمن من أوضاعه المعيشية الصعبة , والارتقاء بالاقتصاد اليمني وتأهيله لمواكبة الاقتصاد الخليجي ؟.. أو ليس هذا ما قيل سابقا ولم نرى له أثرا على ارض الواقع ..؟

حقيقة نجدها مناسبة أن نقول .. كفى إلى هنا هذه النظرة الدونية لليمن واليمنيين .....صحيح اليمن بلد فقير وشعبه كبير ليس في العدد فحسب لكنه كبير بنفسه معتز بأصالته وحضارته يتمتع أبناؤه بالعفوية الزائدة ربما ...ثم على الجميع أن يدرك بدون تهرب أو إطلاق الأحكام ذاتها على اليمن واليمنيين التي نستمع لها منذ عقود خلت وتوارثها البعض هناك بدليل تجددها بين الحين والآخر والغمز واللمز بها ..لأي سبب يتعلق باليمن واليمنيين... نقول لا حاجة لها مطلقا .." إلا إذا كان الرأي الإتيان بكفيل أو ضمين " .

ثم إذا كانت قيادة اليمن واليمنيون يرحبون بكم بكل صدق .. فإنهم قادرون على حمايتكم والحفاظ عليكم ... فانتم ضيوف الجميع ولا يمكن التفريط بكم بأي حال وفي أي ظرف .. فلماذا تصورون اليمن وكأنه غابة من الوحوش الكاسرة ؟

وإذا كان البعض له تحفظات - في الوقت الضائع - على استضافة اليمن فعليه أن يعلن عن أسبابه الحقيقية أو الوجيهة لا أن يتحجج بحادثة هنا أو هناك وما أكثر أحداث وحوادث هذا العالم الذي ربما البعض يغالط نفسه ويعيش خارج هذا العصر وهذا العالم الغارق في أتون هذه الأحداث , وخصوصا في عالمنا العربي والإسلامي المليء بالأحداث والحوادث هكذا أريد له , فدوام الحال من المحال كما يقولون ..ثم هي سنة الحياة , ولن تجد لسنة الله تبديلا ..

وعلى كل حال أقيمت البطولة في اليمن أو في مكان آخر أهلا بكم على الدوام في بلدكم الأول اليمن الميمون , وعشمنا التحلي بروح الأخوة والمحبة والتقدير المتبادل .. والتأكيد على أن أرضنا واحدة , وعقيدتنا واحدة وقدرنا وتاريخنا واحد وأمننا ومصيرنا مشترك .. وليذهب المصطادون في المياه العكرة بين الأشقاء وأبناء الأمة الواحدة إلى أي باب أرادوا من أبواب جهنم.

زر الذهاب إلى الأعلى