[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

آخر الفرسان النبلاء.. (قصة قصيرة)

تزحف به الأيام نحو العقد الخامس من عمره، ويواجه منظمة عمرها ألف عام تلك المنظمة التي يديرها أحفاد الكاهن، التي لم تهدأ البلد منذ أن وطأت قدماه ترابها، ولكن في كل مراحل التاريخ ينبري لهذه المنظمة فارس بحجم المخطط، فيحجم مشروع الشر المنظم.

وكعادتها تلك الأرض الطيبة التي لم تبخل بإنجاب الفرسان الذين ينتشلون أهلها من بين أنياب الأفاعي، وآخر الفرسان فارس نبيل يشع من عينيه نور الحقيقة وشرار الشجاعة والإقدام، إذا ما عرف الحق فإنه لا يفرط فيه قيد أنملة، يستبق الأحداث ويستشرف المستقبل، لديه إصرار عجيب وعناد ايجابي وذكاء متوقد، وإرادة فذة، وحب عميق لكل ما هو حرية ووحده، بتلقائية واقتناع يلتزم بقيمة الفرد للجماعة والجماعة للفرد، من صدى القذيفة الأولى يستمد الهاماتة في ضرب الشر وتمزيقه، عمقه المعرفي يضعه في مصاف المفكرين الذين يأبون مغادرة الحياة إلا بعد أن يضعوا بصماتهم العشر في كل جوانبها، إنه رجل بحجم الوطن.

يعشق مبادئه إلى درجة التماهي، يخبئ في داخله روح نقية وإحساس مرهف وجسارة الأبطال، تجده عندما تشتد الخطوب والملمات وتفتقده أثناء الغنائم، ليس متآمرا ً ولكن لديه قدرة خارقة في كشف المؤامرات التي تكيد لهذه الأمة، ولو كلفه ذلك السير ضد التيار، ولكنه بإيمانه وإصراره ينجح أخيراً في ترويض التيار كي يسير معه نحو ما ينفع الأمة، ليس وحيداً، فهو الشجرة التي تخفي، ورائها غابة من الأشجار، لا يلتفت إلى الجراحات التي أحدثتها شفرات إخوانه فهو يعرف عدو وطنه جيداً.

يسراه كيمناه أشد بطشاً بأعداء الوطن، إنه ثائر بما يكفي لإنقاذ أمة والدفع بها إلى عتبات المستقبل، بعمقه المعرفي اكتشف الحائل بين العقل والنص، وكان المنهج الكلي رائعتهُ المعرفية والتي توازي إتحاد ستة أقطار عربية، إن لم نقل وحدتها كاملة، فالمنهج الصحيح يؤدي إلى الوحدة الفكرية وهي تؤدي إلى وحدة الهدف، ووحدة الشعور والعمل تؤدي إلى وحدة الكيان، فالأمة اليوم مجزأة بسبب اتكاءها على المنهج الجزئي في تفسير النص.

إنه ليس آخر الفرسان ولكنه مصنعهم.

زر الذهاب إلى الأعلى