[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

المخابرات السعودية في اليمن تلاحق القاعدة وتصفق منفردة!

المخابرات السعودية في اليمن تلاحق القاعدة وتصفق منفردة فقط مع واشنطن، هذه هي نتاجات قضية الستين الساعة الماضية من تطور قصة الطرود المشبوهة بين اليمن ودبي ومطار شرق ميدلاند بالمملكة المتحدة، لتتبختر هذه القضية بغيوم وافرة الحركة على شقوق جسيمة في التعاون الاستخباراتي بين اليمن والسعودية..

لكن لا ضراوة في الأمر، فاليمن معني بتحقيق النصر على دولة الإرهاب في الحزام الصحراوي، ولست مخبولا هنا لأنكر عن سبق هواجس بأن السعودية مملكة واستخبارات ليست في صفنا في مكتمل القضايا..

هي معنا في خليجي عشرين وفي السياسة وفي التنمية وفي الأشياء الأخرى، ولست في وادي الإنكار بتكامل الدور اليماني السعودي في مكافحة إرهاب أبناء السعودية واليمن الذين أنشأوا في شواطئ حزام الصحراء اليمانية دولتهم الإرهابية الافتراضية "قاعدة جزيرة العرب" مكونها طائفة من الإرهابيين يمانيين، وسعوديين تخلصت المملكة منهم بطرق فعالة شتى فأرختهم إلى اليمن دون أن تفطن أن اليمن معلق في فخ مأمن الشرور الثلاثة إرهاب القاعدة والحوثة وإرهاب الثالوث المريع الفقر والجوع والمرض، لكن ما الداعي لهذا الكلام!!

الخميس أبلغ الساعة العاشرة مساء الرئيس أوباما أن المخابرات السعودية كشفت أن طروداً بريدية أرسلت من اليمن تحمل مواداً متفجرة كتلك التي حملها تحت سراوله عبدالمطلب النيجيري في طريقها نحو (معبدين) يهوديين في شيكاغو، وقال جون برينان مستشار الرئيس الأميركي لمكافحة الإرهاب إن الولايات المتحدة "ممتنة للمملكة العربية السعودية لمساعدتها في المعلومات التي ساعدت في التأكيد على قرب حدوث الخطر الناجم من اليمن".

وهنا ليس لدي اعتراض فأنا مؤمن بأن الرياض تعي الدور الواشنطني وتأثيره لمسارات ومصائر كثيرٍ من الأمم ولا أحد في أطراف الدنيا يجهل وزن الولايات المتحدة وضراوة نفوذها، ولعل الأخوة في الرياض يسترشدون إسقاطا هنا وقد أسرعوا بالمعلومة لواشنطن متجاهلين إخبار صنعاء بها، بالقول الشريف "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن"، يريدون متراكمات الحظوة عند واشنطن متجاهلين أخا لهم في صنعاء يسعى قولا وفعلا لتلميع وجهه ليراه العالم يمن الحضارة والتاريخ لا يمن الطرود والرصاص والمساحيق المتفجرة.

ترى لماذا لم توقف السعودية حركة الطرود في اليمن قبل المشاركة الغبية في تشويه أجهزة أمن اليمن المشوه؟ هذا هو الإحراج الثاني لنا مع الأخوة الأكرمين في الرياض، يفصل بينه وبين الإحراج الأول خمسة أشهر فقط، عندما تم الإعلان من الرياض أن القوات الأمنية السعودية قامت بعملية في المنطقة الحدودية مع اليمن وحررت طفلتين ألمانيتين كانتا في عداد مجموعة من الغربيين خطفوا قبل 16 شهرا تقريبا في صعدة، وحدث عندها أن الرياض أبلغت برلين قبل صنعاء وأبلغت سفارة ألمانيا في صنعاء قبل وزارة داخليتنا في صنعاء.

ولا أحد يقول إن ذلك استعلاء واستكبار وإنما استغفال، ولعل السبب في ذلك أن السعودية ومعها غيرها مقتنعة بأن أجهزتنا الأمنية على شطارتها وسرعة تحركها وقدراتها المبهرة مُخترقة من الجهات الأربع ولا اعتراض لقضاء الله..

ولا اعتراض موازي على النشاط الاستخباراتي الحيوي الفعال للمملكة في الجغرافيا اليمانية، فهم الأقرب إلى نفوسنا وأهلنا الأكرمين، وليسوا الوحيدين، فالمخابرات الأردنية والمصرية تنشطان هنا بقوة تليهم الإيرانية الحوثية وكلهم يجرون خلف القاعدة الإرهابية إما للمال أو للحظوة، يستثمرونها - أي القاعدة- في بيع المعلومات، والوحيدة التي لا تقبض ثمناً مالياً من واشنطن وإنما وجاهة هي الاستخبارات السعودية..

وهنا أيضا لا اعتراض لدي، ولكني أدعو إلى شيء من القسط والاعتدال والاعتداد بالذات ونحن نلتمس استحقاقات التعاون الاستخباراتي بين اليمن والسعودية أو غيرها من دول التجسس وبيع المعلومات الذين يتنافسون على هذه التجارة من اليمن.

ومن هذا المنطلق فإنه يسوؤنا أن نرى الأخوة في الرياض أن جهلوا وغفلوا وأدبروا ولعبوا من خلفنا، فاستغطسوا في الرؤى المتبحرة، واستأنسوا إلى أننا قوم لا نغضب وإذا غضبنا فلا حول لنا ولا قوة، وفي الأخير أمريكا وسلطانها ونفوذها على العين والرأس ولتذهب القاعدة إلى الجحيم، ولن يبقى لليمن والسعودية سوى اليمن والسعودية فلنخرج من خيام وحوض البارانويا.

زر الذهاب إلى الأعلى