[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

أوان اليقظة في اليمن

كل حديث عن الأزمات التي يمر بها اليمن الشقيق أصبحت غير معبرة عن حجم التحديات التي يعيشها هذا البلد والتي اختلطت فيه الأوراق لدرجة تعدت طبيعة الصراعات المعروفة بين صنعاء وبين المعارضة سواء كانت جنوبية ممثلة في حراك الانفصال أو هي معارضة شمالية تمارس دورها من خلال المؤتمر، ولعل الطارئ كان في حرب الحوثيين المصطنعة والتي يمكن اعتبارها فاصلة في تغير المناخ العام للأحداث، وما أعقبها من نتائج على الساحة السياسية والميدانية.

حتى تنظيم القاعدة لم يكن شيئاً جديداً في بعض مناطق اليمن خاصة بعد مرحلة ما سمي بالأفغان العرب وعودة مجموعات منهم إلى موطنهم الأصلي محملين بشعث الإرهاب المدمر، فهذا التنظيم وجد له في جبال اليمن وشعابها مخبأً وملاذاً وسمح الاتكاء على القبيلة لبعض عناصره الاختباء بعيداً عن العيون وعن التناول من قبل مؤسسة الدولة ومن أجهزة الرصد الإقليمية والدولية، وفي الجملة يعايش اليمن الرسمي والشعبي كل هذه الشؤون ببعدها الدامي وبعدها السياسي وكل النتائج التي ترتبت على ما نشهد من وقائع وأنواء.

الطرود المفخخة الطائرة والطارئة على الأحداث في اليمن يمكن أن تدرج على الصياغة نفسها وتأخذ على المنوال نفسه لولا أن الآلة الإعلامية العالمية رفعت من وتيرة الحدث مما يثير الغموض حول هذه الإثارة، لكن ما يعقب ذلك يؤكد إن الأمر يتجاوز الإثارة الخبرية إلى أبعد من ذلك.

الأخبار القادمة من واشنطن عن ترسخ القناعة لدى الإدارة الأميركية والبنتاغون باستخدام القصف الجوي لضرب معاقل القاعدة في اليمن على أن تتولى السي أي أيه هذه العمليات مع وضع قوات خاصة تحت تصرفها في نسخ لتجربة ضرب قواعد طالبان على الحدود الباكستانية الأفغانية تنبئ بجانب من كشف الصورة العامة لما بعد مرحلة الطرود العابرة للقارات، وما ذكرته مصادر صحافية بريطانية عن استعداد لندن لإرسال قوات خاصة إلى الأراضي اليمنية إذا ما طلب منها ذلك يستدعي اليقظة بحدودها القصوى استعداداً للقادم في واقع لا طاقة له لمزيد من التصعيد.

زر الذهاب إلى الأعلى