[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

لن ننسى مآسي التشطير

الأخت العزيزة / ابتسام آل سعد المحترمة
الدوحة — قطر
تحية طيبة مقرونة بالتقدير وفائق الاحترام وبعد:
وأنا أتصفح بعض مواقع الإنترنت وقعت عيناي على مقالاتك الرائعة بحق بلادي اليمن وعبرتي بلسان عربي فصيح وقلم مبدع رشيق عن شعور ملايين اليمنيين واليمنيات..

إزاء وحدتهم وتمسكهم بها ورفضهم لكل الأصوات النشاز الناعقة بأصوات الخراب والفتنة في وطن أعظم ما يعتز فيه أبناؤه هو استعادتهم لوحدتهم بعد سنوات التشطير الكئيبة التي عانى فيها اليمنيون، رجالاً ونساءً شيوخاً وشباباً ، ما عانوا من ويلات التجزئة والانقسام والحروب والصراعات الدامية الشطرية الشطرية أو في إطار كل شطر وكابدوا الحرمان وتكميم الأفواه وخنق الحريات وانتهاك الكرامة الإنسانية، وحيث بعض هؤلاء من دعاة الانفصال ظلوا يقاتلون بعضهم بعضاً في لعبة الكراسي المستطرفة على السلطة ولا يقبلون صوتاً يعلو فوق صوت حزبهم وعليه فإننا لسنا بحاجة لأن نتوغل في هذا الماضي المحزن أو نفتح صفحاته المؤلمة التي أسدلنا الستار عليها.. هذا ماض حزين رحل غير مأسوف عليه.. وطويت صفحاته بميلاد فجر الوحدة المباركة التي جبت ما قبلها.

وحقاً أختي الكريمة إبتسام.. لقد عبرت بمعان بليغة عن حال هذه العناصر الانفصالية التي كانت لفترة "كالخلايا الإرهابية النائمة" بعد أن هزم الشعب مشروعها الانفصالي في صيف عام 1994م وبدلاًً من أخذ الدروس والعبر والإتعاظ مما حدث وعدم تكراره ها نحن نراهم مرة أخرى يطلون برؤوسهم من هنا وهناك كالأفاعي يفرزون سمومهم وينفخون في كير الفتنة من جديد لإراقة المزيد من الدماء وإزهاق المزيد من الأرواح اليمنية البريئة..

وهذا للأسف هو ديددن تلك العناصر التي تعودنا ذلك منها في محافظاتنا الجنوبية والشرقية وعلى وجه الخصوص مدينتي الجميلة "عدن" التي ظلت تحصد نتائج تجاربهم الدموية في صراعهم مع بعضهم بعضا ومع الآخرين وحيث ظل يحيق بأهلها الطيبين كل أنواع الشرور والأذى..

والغريب أن نجد بعض هؤلاء الساعين اليوم في الأرض فساداً بدعوتهم الانفصالية والترويج لمشروعهم القديم الجديد لإعادة تمزيق الوطن اليمني الواحد بل وسلب أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية هويتهم الوطنية "اليمنية" إدعاء الوصاية ودون وجه حق على أبناء تلك المحافظات في الجزء الجنوبي من وطننا الحبيب وذرف دموع التماسيح على عدن التي أذاق بعضهم أبنائها الطيبين كل صنوف العذاب والخوف والرعب قبل أن يشرق فجر الوحدة الوضاء في الـ22 من مايو 1990م..

هل يمكن لأي يمني وطني مخلص رجلاً كان أم إمرأة أن يسمح لأي شخص مهما كان النيل من وحدة الوطن وهي اليوم أقدس مقدسات الإنسان اليمني بعد كتاب الله العزيز ومستقبل أجياله.. وهل يمكن لأي عاقل أن يصغي لأي صوت فتنة نشاز يريد أن يجر اليمن وأبناءه مجدداً إلى ويلات الحروب والتشرذم..

فاليمن الموحد المحروس بإذن الله وإرادة أبنائه الشرفاء إذا قدر لشرذمة الانفصال التي تظهر من بين الصفوف كالنبت الشيطاني الغريب أن تنفذ مخططها لتمزيقه لن يتشرذم والعياذ بالله إلى شطرين أو كيانين كما كان قبل استعادته لوحدته بل إلى عدة كيانات وكانتونات وأشطار وحيث المطامح والمطامع تسبق أولئك المتربصين من الأذيال وتجار الأوطان باستعادة ما يظنونه حقاً ثابتاً لهم من ممالك وإمارات وسلطنات زائلة..

فهل من يمني أو يمنية سوف يسمح لهم بذلك وقد سالت أنهر من الدماء وتدحرجت على مذابح النضال من أجل الحرية والاستقلال آلاف الجماجم للثوار والشهداء من أبناء اليمن الأحرار من أجل الثورة والإنعتاق من عهود مظلمة يريد هؤلاء الواهمون إعادتنا إليها!.

نحن لسنا بمغفلين لنصدق دعاواهم ولسنا بالسذج الجهلة لننقاد ورائهم ونحن الذين نعرفهم ونعرف حقيقتهم وتاريخهم ونواياهم السيئة ومخططاتهم الشريرة.. ونعرف إلى أي هاوية سحيقة يريدون أن يقودوننا والوطن إليها!.

من أعماق قلبي أشعر بالإمتنان الكبير والتقدير البالغ لصراحتك وموقفك الوطني والقومي النبيل وحماسك الفياض بالحب لليمن وأهله ووحدته..

وباسم أكثر من 22 مليون إنسان يمني رجالاً ونساءً أطفالاً وشيوخاً وشباباً أحيّيك على شجاعتك وبلاغتك وعلى كلمة الحق التي جاءت في وقت نحن بحاجة إلى مثيلاتها من كل يمني وعربي حر شريف لنرفعها في وجه باطل باطل يردده دعاة "التمزق والانفصال" في يمننا الواحد الموحد منذ الأزل أرضاً وإنساناً وتاريخاً وهوية.. صانه الله من كل مكروه ووقاه شر كل حاقد وحاسد ومتآمر.

مع أسمى اعتباري وصادق مودتي
لك ولكل أهلنا في قطر العزيزة،،،
أختك/ الدكتورة ميرفت فضل مجلي
طبيبة يمنية / عدن — الجمهورية اليمنية

زر الذهاب إلى الأعلى