[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

اليمن اليوم (يتيم) حتى يأذن له الله!

رغم أن بلادنا اليمن كريمة في أرومتها، وولادة للرجال الشرفاء الغيورين على وطنهم عبر التاريخ وفي كل العصور وسيبقون كذلك بإذن الله إلى قيام الساعة لكنها اليوم يتيم لا أمّا حقيقية لها وتتقاذفها (الخالات) المسماة مجازاً أحزاباً سياسية ووطنية وفي مقدمتهم الخالة الكبرى (المؤتمر) بأنانية مفرطة و(حب تركي) وما أدراك ما الحب التركي،..

نعم اليمن يعيش اليوم تحت كنف (خالات) سيئات الطبع والطباع من الأحزاب السياسية ولا استثني أحدا منهم ولكن لكل منهم نصيب في تحمل المسئولية بمقدار تأثيره ووجوده على الساحة وربما من باب الإنصاف وحتى لا نأخذ (سعد) بجريرة (سعيد)، فان الحزب الحاكم اليوم تقع عليه المسئولية الكبرى في أي شيء قد يحدث للوطن لا قدر الله، كونه الممسك الأول والأخير بكل مقدرات الوطن وخيراته بلا منافس، حكومة وحزبا وثروات واستخبارات وإعلام وجيش وأمن وسيطرة مطلقة على كافة مفاصل وأجهزة الحياة اليومية العامة..

مما أدى إلى هذا الشلل التام الذي نعيشه اليوم في كافة أوجه ومناحي معيشتنا.. وبإمكان هذا الحزب بالذات وبقليل من التنازل والإيثار والتضحية إنقاذ الوطن أولا ومعه وبه إنقاذ نفسه وسمعته والتكفير عن تاريخه ثانيا وثالثا.. قليلا من التنازلات ببعض الغنائم الحزبية التي حصدها بالطرق التي يعرفها ونعرفها جميعا يمكن لهذا الحزب إيصال سفينة الحوار إلى بر الأمان..

فالحوار لا بد أن يفضي إلى اتفاق ونتائج ميدانية لا أن يظل مجرد حوارا من اجل الحوار والمناكفة والسخرية والتشنيع بالآخر ثاني يوم بالبيانات غير المسئولة.. ولجنة المائة تناشد لجنة المأتيين..

ونخشى أن تتطور الأمور أكثر وتصبح لجنة الألف تنادي الألفين والمليون يناطح المليونين وضاع الوطن وخلقنا صومالا جديدا في(ارض الحكمة) التي نتشدق بها ليل نهار دون أن نجد أي أثر لهذه (الحكمة) المفترى عليها في ارض الواقع.. تماما كما حدث لذلك الرجل الباكستاني الذي سمع بهذا العبارة ففكر أن يزور اليمن، ولكنه ثاني يوم من وصوله خرج يطوف الأسواق ويتعرف على بلد (الحكمة والإيمان) وعند رجوعه إلى الفندق اكتشف أن (جيب الجاكيت) قد تم قطعه كاملا بحرفنه شديدة بكل ما فيه من نقود ووثائق سفر دون أن يشعر بذلك، فقال بلغة عربية ركيكة ومكسرة (صحيح في حكمة لكن ما في إيمان)..

نحن كمواطنين في هذا الوطن ليس لنا أي خصومة شخصية مع قيادة وأعضاء وقواعد الحزب الحاكم بل لنا صداقات طيبة واحترام كبير متبادل مع بعضهم من القاعدة إلى القمة، لكن خصومتنا مع هذا الحزب من اجل الوطن وبسببه وهي خصومة موجهة ضد تصرفاته لا أشخاصه..تصرفات قياداته في تبديدهم ونهبهم لثروات الوطن والشعب المسحوق تحت حوافر (الحصان) وليس ضد تكوينهم البيولوجي..

فالمؤتمر قيادة وحكومة وقواعد هم في الأول والأخير يمانيون إخواننا في هذا الوطن والدين والهوية منا والينا ولا غبار على ذلك لكنهم في تصرفاتهم تجاه قضايا الوطن والشعب وطريقة إدارتهم لمقدرات الوطن وثرواته وأدائهم السياسي البائس والمشبوه في بعض الأحيان وتسولهم باسم كل الوطن إلى حساباتهم وأرصدتهم الخارجية وكذلك بذخهم في معيشتهم إلى درجة الاستفزاز والسفه أمام شعب جائع ومهان تفتك به الأمراض والعلل من كل نوع..

وتحميل الوطن قروضا وديونا لا قبل له بها ولا يوجد أثر لها على ارض الواقع وتجاهلهم لكل نداءات واستغاثات الشرفاء والغيورين على هذا الوطن بالتنازل لإخوانهم وشركائهم في الوطن من خلال إصلاح قانون الانتخابات واللجنة العليا للانتخابات واعتماد نظام القائمة النسبية التي تسمح بالتمثيل للجميع واختيار القضاة المحايدين وعدالة التوزيع والمشاركة الحقيقية في صنع واتخاذ القرارات المصيرية التي تهم كل الوطن والإصرار على إخفاء الحقائق وتزييف وعي المواطنين وصرفهم عن حقيقة ما يدور في الوطن من خلال الإعلام المركزي إذاعة وتلفاز وصحافة ونقل غير الحقيقية للرأي العام والاستقواء بالأغلبية النيابة لتمرير كل ما يضر الوطن أرضا وإنسانا واستخدام المقدرات الوطنية والإمكانات العامة لخدمة الحزب وأهدافه الخاصة وإلصاق تهم العمالة والخيانة والارتزاق على إخوانهم وشركائهم في الوطن ظلما وعدوانا وعدم تقديم أي من العابثين بأمن الوطن واستقراره إلى (العدالة) على علاتها وإفراغ الدولة من مضمونها المؤسسي والمدني لصالح القبيلة والعشيرة والحزب وإلغاء كل أشكال القانون ومؤسساته من خلال تجاوزها وتعطيل دورها وجرها إلى أعراف قبلية لا علاقة لها بالقانون والأنظمة المدنية..

والتفريط بسيادة الوطن برا وبحرا دون تحريك أي ساكن وخروج أكثر من ثمان محافظات هامة من محافظات الجمهورية العشرين عن سيطرة الدولة الأمنية لصالح عصابات التمرد وما يسمى بالحراك والقاعدة واستفحال ظاهرة التقطع والتفجيرات والقتل اليومي للأبرياء دون أن تحرك السلطة إمكانياتها الكبيرة لوضع حد حازم لمثل هذه الإعمال الإجرامية التي نمت وترعرعت في ظل تقاعس وتخاذل أجهزتها عن أداء واجباتها بالشكل الذي يجب أن تكون عليه وفقدان هيبة الدولة لصالح عصابات ضالة، كل هذا وغيره يجعلهم يدفعوننا غصبا عنا للشك في حبهم لهذا الوطن وانتمائهم لهذا التراب..

ولا يعني أبدا أن (المؤتمر) شيطان محض وبقية الأحزاب (ملائكة) مطهرون، فمعظم الأحزاب هم بالأساس من (محبوطين العمل) كما يقول إخواننا أهل (بعدان) فالكل يدعي وصلا بليلى وهي لا تقر لهم بذاك..

لكن إشراك الآخرين في اتخاذ القرار وتحمل المسئولية والمشاركة في الحكم من خلال حكومة وحدة وطنية في هذه الظروف الاستثنائية الصعبة التي يجب على الحزب الحاكم أن يغلب فيها مصلحة اليمن الموحد الكبير على مصلحة الحزب السياسي الصغير يمكن أن تساهم في تفكيك العُقَد وتهدّأ النفوس من التوتر وتكفينا شر المناكفات والرسائل السالبة وتعطي رسالة قوية وواضحة للخارج المتربص قبل الداخل المتلبس أن اليمانيين قد حسموا أمرهم واستعدوا لأي عدوان عليهم موحدين لا فرادي، حكومة وحدة وطنية الآن وليس في أي وقت آخر هي الحل السحري والوحيد، الأنفع والأسرع في نظري لإنقاذ الوضع وإخراج الوطن من دائرة الانقسامات والمؤامرات..

وفرملة مؤامرات الخارج ودسائسه وطروده الوهمية المفخخة باسمنا وعلينا.. ولا يغير الله ما بقوم من سوء ويكشف عنهم البأساء والضراء حتى يغيروا ما بأنفسهم أولا.. والعاقل من يتعض بغيره ولا يجعل نفسه عبرة لمن بعده.. وما نظام صدام وزياد بري عنا ببعيد.

زر الذهاب إلى الأعلى