[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

هل سنشرف يمن الثاني والعشرين في خليجي عشرين؟!

إن لأي ضيف مكانة في نفس مضيفه، وبلا شك سيحرص قدر الإمكان على إسعاد ضيفه ويجعله في أحسن حال أثناء فترة الاستضافة، وسيبعد عنه كل ما يتضايق ويشمئز منه..حتى يحمل ذلك الضيف سمعة طيبة عن مضيفه وبلده، ومثلما يحرص المضيف على تزيين بيت الضيافة وشوارع البلد وأماكن المنافسات ولعل هذه الأمور قد تكون سهلة طالما أن المال وحده سيخلقها، ولكن هناك ظواهر غير حضارية مسيئة للوطن، وقد يكون إبعادها أمر فيه صعوبة لاسيما وهي تتعلق بهوايات الناس التي تعودوا عليها حتى أصبحت جزء من ثقافتهم يتمنى الغيورون على سمعة هذا الوطن إبعادها حتى تكتمل الصورة الجميلة المشرفة لبلادنا المضيفة.

إن ضيوف خليجي عشرين يعرفون جيدا -كغيرهم- يمن الإيمان، ومكانتها العظيمة في التاريخ الإسلامي وما قاله الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم عنها وعن أهلها، ولكنهم يعرفون أمورا غير طيبة عن اليمن أساءت في نظرهم إلى تاريخها الأصيل الذي تنحني له الرؤوس ألا وهي (ظاهرة تعاطي القات).

إن ما دفعني إلى الكتابة في هذا الجانب أمران أولهما موضوع قرأته في صحيفة الرياضة اليمنية العدد 814 والصادر بتاريخ 18/3/2007م للأخ منصور الدبعي والذي عبر من خلاله عن تخوفه من ألا يعطي المتعاملون المباشرون مع الضيوف صورة مشرفة أثناء خليجي عشرين وقال بالنص [ أخاف أن يكون الناس في الصباح فل الفل وفي الظهر يذهب الجميع كعادتهم لشراء القات ويتركوا الضيوف أو يقابلونهم بتخزين القات وتمنع التخديرة الضيوف من التحدث معنا في اليوم الثاني ] ، أما السبب الثاني فهو منظر غير لائق تمثل في ظهور أحد مسئولي مكتب الشباب والرياضة بوادي حضرموت وهو مخزن القات داخل مقر أحد أندية وادي حضرموت الكبيرة أثناء عملية تسليم واستلام ذلك النادي لإدارته الجديدة، مع أنه مكتوب عند مدخل النادي (يمنع تعاطي القات داخل النادي) ومعلوم أن تعاطي القات ممنوع في الأندية والاتحادات الرياضية ومنصات الملاعب بموجب الأنظمة والأعراف الرياضية في بلادنا، إذن من سيحترم هذه الأنظمة؟! وإذا كان رب رياضة الوادي بالشدق بارزا فشيمة لاعبينا التخزين والطرب!

إن تعاطي القات في الأماكن الرسمية ظاهرة يفتخر بها الكثير من مسئولي الدولة بحضرموت ولا ندري لعله إعلان لتكملة .....! أو ارضاء ل ..... ولو على حساب سمعتهم أمام أسرهم ومجتمعهم، كل ما يتمناه الخيرون والشرفاء أن تزول هذه الثقافة داخل حضرموت .. حضرموت الخير والعطاء والهدوء والسكينة... وما أكثر كلام فخامة رئيس الجمهورية عن أهل حضرموت وصفاتهم ، كما إن تناول القات ممنوعا أيضا داخل الأجهزة الحكومية ومراكز التعليم بموجب قرار مجلس الوزراء رقم (137) لعام 2002م.

فهل حقا سنشرف يمن الثاني والعشرين أثناء الاحتفال بخليجي عشرين؟! على أقل تقدير قبل وأثناء هذا الحدث الرياضي الكبير. وهل تستطيع السلطات اليمنية أن تضع حجرا على قلبها وتبعد هذه الآفة نهائيا عن مسرح خليجي عشرين(عدن) كونها تتنافى مع جوهر الأخلاق والسلوكيات الرياضية ناهيك أنها مخزية لنا أمام الآخرين؟! وهل سنثبت بأننا أصحاب الحكمة اليمانية وبأننا نعيش في دولة حديثة حقيقية .. دولة النظام والقانون.. نتمنى أن تجتاز بلادنا هذا الاختبار الصعب بكل المقاييس باحترام وسمعة طيبة مشرفة ! وإلا صح فينا مقولة أحد حكماء اليمن حين قال: كلهم يخزنون القات وكلهم يلعنون القات!

زر الذهاب إلى الأعلى