[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

من يتحمل المسئولية بشجاعة؟

من خلال المتابعة لنتائج المرحلة الأولى في جولتها الثانية من المنافسات بين فرق المجموعة الأولى التي تضم اليمن والسعودية وقطر والكويت.. لاحظ كثيرون اللقاء الذي جمع فريقي السعودية والكويت الخميس على ملعب الوحدة بأبين..

وكيف كان التواطؤ واضحا خصوصا إذا ما عدنا لنتائج الجولة الأولى، وبدا ذلك التواطؤ أكثر وضوحا خلال الشوط الثاني من المباراة.. وضربة الجزاء الهزلية من نجم المنتخب السعودي وصانع ألعابه ".. وحتى يضمن الفريقان نتائج المباريات التالية حرص الفريقان على إزاحة منتخب قطر.. طبعا مع عدم المراهنة على دور للمنتخب اليمني " ويعلم الكثير من المهتمين والمتابعين لمنافسات المستديرة كيف تستطيع الفرق التواطؤ مع بعضها؟!..

وكيف في الحالات الحرجة تعمل على عقد المباريات من هذا النوع في وقت واحد "؟... عموما كانت المباراة باردة، وظهر التواطؤ لكل ذي حصافة، كما كانت مفتقدة للحماس الذي ظهر به الفريقان في لقاءاتهما السابقة أمام اليمن وقطر في الجولة الأولى، ومبروك مقدما صعودهما للدور الثاني ويكفيهما في نهاية الجولة الثانية التعادل للصعود، ولا عزاء لفريق اليمن، وقطر التي تحتاج لمعجزة.

أما عن لقاء اليمن وقطر.. كانت الجماهير اليمنية التي احتشدت في الملعب رجالا ونساء كبارا وصغارا والملايين المتابعون على شاشات التلفاز وأيديها على قلوبها، تعول على المنتخب الوطني تعويض خسارته السابقة أمام السعودية، وازدادت فرحتها بعد تسجيل الهدف اليتيم.. لكنها فرحة ما لبثت أن طارت مع الريح نتيجة الأداء الباهت للفريق الذي لم يستفد أبدا من الدرس، وغادر البطولة في وقت مبكر ما كنا نتمناه له، والحقيقة لا يتحمل المسئولية أعضاء الفريق وحدهم لكن المسئولية تتعداهم لتشمل كل القائمين والمشرفين واتحاد كرة القدم، والمدرب... وعلى رأسهم وزير الشباب والرياضة، والذي أرى ولمجرد الرأي (وعزاء للجماهير التي بحت أصواتها دعما وتشجيعا وستظل تشجع وتدعم.. طالما رفع الفريق علمها الوطني)..

أقول عليهم أن يقالوا أو يستقيلوا وكفاية فشل يتبعه فشل اكبر... وإذا كان لديهم ذرة من احترام للوطن وجماهيره المكلومة بأمثالهم من الفاشلين والمصرين على أنهم ناجحون، وقبل ذلك احتراما لأنفسهم.. وليس عيبا أن يستقيلوا... بل ربما كان لهم شرف الاعتراف بتحمل مسئولية الفشل المعيب والمتكرر، وأنهم يذلك أيضا يقدرون المسئولية التي فشلوا في تحملها وفي أداء المطلوب منهم.... رغم كل الإمكانيات والصلاحيات الممنوحة لهم.

ثم في خضم الفرح اليماني الكبير بنجاح استضافة هذا المهرجان الكروي الكبير.. وفي ظل سقوط كل المراهنات الداخلية والخارجية على نقله، أو تأجيله أو إفشاله وفعلا كانت المشاعر الوطنية متأججة وما زالت..إلا أن هؤلاء الفاشلين نغصوا على الجميع فرائحهم، وألجموا هتافات الجماهير، واستهانوا بمشاعر فئات المجتمع اليمني وملايينه الخمسة والعشرين، فهل يا ترى تستحق هذه الجماهير الوفية المحبة لوطنها والعاشقة لهذه الأرض الطيبة المعطاءة..أن ترى محاسبة حقيقية ووطنية لهؤلاء على ما اقترفوه واجترحوه من إهمال وتقصير وفشل في أداء المهام المنوطة بكل منهم...أدى إلى هذه النتائج الخائبة والمخيبة والمنغصة.. وبعيدا عن التفسيرات المغرضة والمريضة،، وبعيدا عن التشفي الذي بدا البعض المريض يستغله لأغراضه المريضة وأهوائه الدنيئة..؟ والتي نرجو أن لا تكون حجة أو مبررا لعدم مسآلة هؤلاء الذين أعطوهم بفشلهم فرصة سانحة وهدية قيمة للنيل من كل شيء جميل في هذا الوطن العزيز.

وقبل الختام.. لا ننسى الفشل الإعلامي والفني المفزع... الذي صاحب انطلاق هذا الحدث الخليجي الكبير.. والقائمين عليه..الذين أعطوا صورة مشوهة وغير صحيحة لبلد الحضارة والتاريخ بلد الإيمان والحكمة...البلد الغني بتراثه الثقافي وموروثه الفني والفلكلوري إلى الدرجة من التنوع الذي قل أن يوجد في أي بلد من بلدان المنطقة العربية.. وكيف كان بإمكان هؤلاء لو أنهم امتلكوا إحساسا حقيقيا بالمسئولية المناطة بهم، والأمانة التي رضوا بتحملها، ومن ثم أحسنوا التصرف والتخطيط لاستغلال هذا الحدث في إبراز مكنونات هذا الوطن الغالي وتراثه الثري وعوامل الجذب السياحي والاستثماري المتعدد...ما يوفر عليهم وعلى الدولة الكثير من الجهود والأموال التي تهدر سنويا في عمليات الترويج لليمن عبر المؤتمرات الفاشلة والندوات والمعارض الدولية التي لم تحقق أغراضها لأنها تتحدث عن اليمن في الفنادق والدوائر المغلقة دون أي مرود أو اثر!!!.

فهل يعيد القائمون على أمر هذه البلاد النظر في إنهاء هذه الترهات ووضع حد لها.. واستغلال ما تبقى من وقت المهرجان الكروي الذي لم يعد كرويا فقط.. وعليهم إعادة دراسة الاهتمام باليمن الأرض والإنسان والقضية وغيرها من القضايا اليمنية التي أثارها وأظهرها إلى السطح " خليجي عشرون " وهي قضايا هامة يجب أن تستغل استغلالا صحيحا ومدروسا من قبل الجهات المعنية في الدولة اليمنية.. التي لا نرجو لها إلا أن تمثل اليمن " واليمن فقط فوق الجميع "...

وفي هذا الإطار تكفي الإشارة إلى ما عبر عنه العديد من أبناء المجتمعات العربية الخليجية... كان يجهل الكثير الكثير عن اليمن إلى درجة إبداء التعجب والاستغراب!!..

الم نقل لكم أن مؤسساتنا المعنية بإبراز الصورة الحقيقية لليمن وأهلها الطيبين قد فشلت وفشل القائمون عليها بشكل فج وعايب على الصعيد العربي والخليجي؟ فما بالكم بالترويج الفاشل لليمن بشكل أكيد لدى كافة الدول المستهدفة من الترويج على مستوى العالم؟ بل وعدم قدرتها إعلاميا وثقافيا على مجابهة ودحض الادعاءات المضللة والإشاعات المغرضة.. وهو ما ظهر جليا من خلال نظرة معظم الأشقاء الخليجيين قبل وبعد انتظام عقد خليجي عشرين في اليمن إلى درجة الاستغراب.

بل ومن الطريف جدا وما يثير الغرابة المقابلة لدينا نحن اليمنيين ما عبر عنه كثيرون يزورون اليمن لأول مرة – بغرابة وتعجب - عن طيبة أبناء اليمن وكرم ضيافتهم وحسن تعاملهم مع الآخرين.. مع أن هذه صفة من الصفات المتأصلة في اليمنيين منذ أقدم العصور هذبها وشذبها الدين الإسلامي الحنيف..إلى الدرجة التي ظلت هذه السجايا والصفات الحسنة متوارثة في أبناء اليمن بعفويتها وطبييعتها وأصالتها، ولعل في ذلك بعض العزاء.. ولا نامت عيون الجبناء الفاشلين.

زر الذهاب إلى الأعلى