اليمن هي الخبر الأول في كل القنوات والصحف؛ سواء تفجير انتحاري أو طرد مشبوه أو هزيمة مربعة أو مسيرة احتجاجية بينما سبتمبر موبايل تمطر الموبايلات عن خبر مصرع 7 في هجوم انتحاري بمسجد شمال وزيرستان أو تصريح مطاطي لوزير فاشل أو نبذة عن فوائد القرفة في تخفيف أحماض المعدة.
عته إعلامي لا نظير له.. كأن عيوننا لا ترى ولا تسمع. وكأن لا أطباق لاقطة على أسطح المنازل. وكأن ليس ثمة شبكة من آلاف المواقع تنقل الخبر قبل وقوعه. وكأن لا همّ لنا إلا أخبار آسيا الوسطى وأسعار الذهب.
عندما يكون دور المصدر المسؤول مجرد الشجب والاستنكار والتخوين بعد أن تكون كل وسائل إعلام العالم تناقلت خبرا ومن الصعب إخفاؤه فقل على الوطن السلام..
وسائل إعلام رسمية لا تحقق السبق في كثير من أخبار الوطن المشفرة لذا يهرع خصوم الحكومة إلى تحقيق السبق ورسم الدلالات وصناعة الانطباع الذي لا يزول.
هنالك أسماء عفا عليها الزمن.. ولعل في مقدمتها "القمر الأسود" (بهذا اللقب كان يكتب حسن اللوزي عمودا في 26 سبتمبر في الثمانينات).
ماذا تتوقعون من وزير إعلام يكتب الشعر ويقول: "أنا وردة حمراء في فرج امرأة"..؟ والآن جاء خليجي عشرين لتظهر فضائح القصور الذاتي المستعصي على الفهم أو القطّاف.
الأقمار السوداء سوّدت وجوهنا أمام خلق الله.. لا خير فيهم إن بقوا.. ولا خير فينا إن سكتنا.. وجمعة مباركة.