[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الكبش الأجنبي.. ستريشكو

أخيراً وجد المسؤولون الكرويون كبش الفداء والتضحية والذي كان المسؤول الأول والأخير عن فشل منتخب الأمل في بطولة "خليجي 20" التي انتهت منافساتها قبل أسبوعين، هو "ستريشكو" لا غيره.

فقد ظللنا سنوات طويلة لا نعرف من هو المسؤول عن إخفاقات منتخبنا الكروي وغير الكروي، ولم نكن نعرف أن هذا الأجنبي -الذي لم يفز مع أي منتخب خليجي بأية بطولة- هو الذي أفسد على 23 مليون مواطن يمني فرحتهم بالحصول على أول فوز لمنتخبهم بالبطولة منذ دخلوا فيها قبل عشر سنوات، ولو كنا نعرف ذلك منذ وقت مبكر لما صبرنا عليه هذه المدة الطويلة.

لكن الفضل يعود إلى الخبراء والمسؤولين الكرويين الذين عرفوا أخيراً أن "ستريشكو" هذا هو المذنب الأول والأخير في كل ما صار ويصير لنا، وهذا اكتشاف عظيم، فقد كنا نظن وبعض الظن إثم أن المسؤولين عن الاخفاقات الكروية التي عايشناها طوال حياتنا هم وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم والأندية الرياضية والدولة كلها.

ليسامحنا كل هؤلاء، وليعذرونا إن كنا قد اتهمناهم في أشياء لم يكن لهم ذنب فيها وفي قضايا لا علاقة لهم بها، فالمدرب هو الذي كان وراء تلطيخ سمعة اليمن في الداخل والخارج، وهو المسؤول عن الخطط السيئة التي لعب بها المنتخب وهو المسؤول عن المباريات التجريبية وغير التجريبية التي لعبها المنتخب قبل البطولة، وهو المسؤول عن الوساطات والمحاباة داخل الفريق، وهو المسؤول عن النفخ الإعلامي للمنتخب حتى أنه قال إننا سنحرز البطولة من أول مباراة، وهو المسؤول عن عدم توفير ملابس المنتخب وعن تصريحاتهم وعن ملايين الدولارات التي أنفقت على المنتخب في أماكن غير أماكنها.

لهذا السبب يستحق "ستريشكو" الاستغناء عنه، وعلينا أن نشكر المسؤولين المحليين عن إعداد المنتخب، فقد رفعوا رؤوس 23 مليون يمني، ومن يقول غير ذلك فهو "معتوه" وابن معتوه أيضاً، ومن ذا الذي يستطيع أن يتهم أحداً منهم؟

لقد قدموا كل شيء للمنتخب ولم يبق إلا أن ينزلوا إلى الملعب ليحركوا أقدام اللاعبين لتثمر أهدافاً أو أن يوفروا كتيبة عسكرية خلف شباك الفريق ليمنعوا دخول الأهداف إليها ونخسر بالتسعة.

"ستريشكو" وحده من يقف وراء قتل الفرحة في نفوسنا، ولهذا لا يجب على الجهات الرياضية أن تمنحه حق مغادرة البلد وأن تقدمه قرباناً لاخفاقاتنا الرياضية، وأن تسحله في الشوارع بعد أن تحاكمه محاكمة علنية ولو صورية ليكون عبرة لمن اعتبر.

زر الذهاب إلى الأعلى